دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، عن قرار الحكومة خفض دعم الوقود، الذي أدى إلى زيادة أسعار المواصلات وبعض السلع، معتبراً أنها تستهدف تجنّب «غرق الدولة في الديون»، وذلك فيما رفعت الحكومة المصرية، أمس، ضريبة المبيعات على السجائر المحلية والأجنبية والخمور بين 40 و120 في المئة.
وكانت الحكومة المصرية قد أقدمت، ليل الجمعة السبت، على رفع أسعار الوقود لخفض الدعم عنها وتقليل عجز الموازنة، في خطوة بدت محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى السيسي، وخاصة مع تنظيم وقفات غاضبة لسائقي سيارات الأجرة ضد هذا القرار. وبرّر الرئيس المصري، في لقاء مع رؤساء تحرير صحف مصرية القرار بقوله «لو تأخرت قرارات زيادة الأسعار لغرقت البلاد في ديون قدرها أكثر من 3 تريليونات جنيه (قرابة 417 مليار دولار أميركي)». لكنه أشار إلى أن جهود ضبط أسعار السلع بعد رفع أسعار الوقود «ليست كافية بشكل كامل لافتقار مصر في الوقت الحالي إلى آلية لضبط الأسواق»، لكنه وعد بأن تعمل تلك الآلية بفعالية خلال ستة أشهر.
واتهم السيسي جماعة «الإخوان المسلمين» باستغلال القرارات الأخيرة، «لتهييج الشارع المصري وإفشال الجهود المبذولة لتحقيق الطفرة الاقتصادية التي تتبناها الحكومة»، محذراً ممن سماهم «الخصم والفصيل المتآمر الذي يسعى إلى إفشال إجراءات الإصلاح».
وقالت مصادر حضرت لقاء الرئيس المصري مع رؤساء تحرير الصحف، إن السيسي أكد أن «مصر في حالة حرب داخلياً وخارجياً، وعلينا كمصريين أن نتكاتف من أجل تحقيق مصلحة البلاد العليا، ومواجهة المخاطر التي تهددنا».
وأضاف إن رئيس وزراء دولة مجاورة (لم يسمّها) قال قبل أشهر إنه يجب أن يعاد تقسيم المنطقة، في إطار سايكس _ بيكو جديد، ونحن كنا من الدول المرشحة للتقسيم. ورأى السيسي أن «ما تفعله (الدولة الإسلامية) في العراق كان من الممكن أن يحدث في مصر لو أن ثورة 30 يونيو تأخرت شهرين أو ثلاثة»، مضيفاً «علينا أن نعرف أن هناك دولاً تم هدمها باسم الدين مثل أفغانستان والصومال وغيرهما». من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع صدقي صبحي، خلال لقائه عدداً من القادة والضباط وضباط الصف والجنود والصناع العسكريين في المنطقة الغربية العسكرية، إن القوات المسلحة ماضية في التصدي لكل المخاطر والتحديات التي تستهدف المساس بأمن مصر القومي، مشيراً إلى وجود تنسيق وتعاون مشترك مع دول الجوار لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة، لمنع محاولات التسلل والتهريب عبر الحدود.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)