تجدّدت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في حي شعفاط في القدس المحتلة، بعد مواجهات عنيفة شهدتها المدينة، فجر أمس، أدت إلى إصابة ما يزيد على 250 مواطناً واعتقال 3 آخرين، وذلك احتجاجاً على استشهاد الفتى محمد أبو خضير.
واستخدمت قوات الاحتلال الأعيرة الحية والمطاطية وقنابل الغاز والصوت باتجاه الشبان الذين رشقوا القوات بالحجارة والزجاجات الفارغة وأغلقوا الشوارع القريبة بحاويات القمامة.
كما أصيب مواطن مقدسي بجراح أمس بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار عليه مباشرة في بلدة الرام شمال القدس. وقالت مصادر محلية إن مستوطناً أطلق النار من بندقيته لدى مروره قرب البلدة وأصاب المواطن علي أبو سمرة في قدمه. بالتوازي مع ذلك، لا تزال شرطة الاحتلال تنصب الحواجز على مداخل بلدة شعفاط (مسقط رأس الشهيد أبو خضير)، في حين عطل الشبان لليوم الثاني على التوالي حركة القطار الخفيف.
وفي ما يتعلق بنتائج تشريح جثة الفتى، أمس، حذرت وزارة الخارجية في حكومة التوافق الحكومة الإسرائيلية من مغبة طمس الأدلة والحقائق المتعلقة بجريمة قتل أبو خضير، و«خاصةً أن السجل الإسرائيلي الرسمي حافل بالتغطية على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال والمستوطنون بحق أبناء شعبنا على مدار سنوات». واستدلت الخارجية على ذلك بأنه «لم تجر محاسبة أو اعتقال أي من المجرمين الذين قتلوا الأبرياء الفلسطينيين»، وأكدت الخارجية أنها لا تثق بصدقية الحكومة الإسرائيلية، «فالشرطة الإسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين لا تستطيع أن تنفذ تحقيقاً نزيهاً وعادلاً، بل هي بدلاً من كشف الجريمة تغطي عليها وتطمس الأدلة وتصادر الكاميرات التي سجلت رقم السيارة وأوجه المستوطنين الثلاثة»، مطالبة المجتمع الدولي بأن يتحرك فوراً ويضع يده على الأدلة والإثباتات كلها.

قال والد الفتى
الشهيد إن الشرطة الإسرائيلية تحاول إعطاء صبغة جنائية للحادث

وكان حسين أبو خضير، وهو والد الفتى الشهيد، قد قال إن الشرطة الإسرائيلية تحاول إعطاء صبغة جنائية للحادث، مضيفاً في تصريح صحافي أمس: «هذه الشرطة كاذبة، هم في الأصل كانوا يعتقدون بأن الخطف جرى بناءً على خلافات عائلية، ولكن بعدما أظهرنا لهم من يقف خلف الاختطاف تغيّرت النظرة».
واستعاد أبو خضير ما جرى مع ابنه وقال: «في الساعة الرابعة من فجر الأربعاء خرج ابني من المنزل لأداء الصلاة، ولدى خروجه جاءت سيارة فيها 3 أشخاص خرج منها اثنان اختطفاه ودفعاه بقوة إلى داخل السيارة ثم هربوا باتجاه راموت (مستوطنة إسرائيلية شمالي القدس)». وتابع: «لدينا كاميرات صوّرتهم وهم يختطفونه... الشرطة أخذت تسجيل الكاميرا ولديها التفاصيل كاملة، وبإمكانهم إيجادهم خلال ساعات».
بالتوازي مع ذلك، دعت الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل لجان شعبية لحماية القرى والمدن الفلسطينية من اعتداءات المستوطنين، وطالبت عقب اجتماع مشترك لها في غزة، أمس، ببحث تداعيات العدوان الإسرائيلي «وحث المجتمع الدولي على التحرك السريع لوقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين».
(الأخبار، الأناضول)