إنه شيطان التقسيم، ذاك الذي أطلقه مسعود البرزاني من تحت قبة البرلمان الكردي. شيطان، سينهي العراق الذي نعرفه اليوم، لا شك في أن عدواه ستصيب المنطقة كلها. الأنكى أن الزعيم الكردي المعروف بارتباطاته الإسرائيلية، بدليل شحنات النفط العراقي، الذي يُنقل من كردستان عبر تركيا إلى الدولة العبرية، مصر على التقسيم الآن، مستغلاً الأزمة الأمنية التي تعصف بالبلاد، على أن تبدأ العملية بإنشاء مفوضية انتخابات خاصة «تتولى إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها».
في هذا الوقت، أعلن اسامة النجيفي انسحابه من الترشح لرئاسة البرلمان الجديد، وذلك «لإنقاذ العملية السياسية التي تمر بمرحلة حرجة حالياً». وقال إن «الهدف المعلن من قرار الانسحاب هو خدمة أهلنا الذين عانوا الإقصاء والتهميش وعدم التوازن». واعرب عن استغرابه لربط المالكي سحب ترشحه لرئاسة الوزراء بسحب النجيفي ترشحه لرئاسة مجلس النواب. «وتابع قراري جاء تماشياً مع طلبات أعضاء التحالف الوطني بالتنازل عن الترشح ليتنازل المالكي عن الولاية الثالثة».
وقال البرزاني، في خلال جلسة للبرلمان الكردي أبقيت مداولاتها سرّية باستثناء كلمة رئيس الإقليم، «نحن الان نعيش في وضع يجب ان نسأل فيه ماذا نفعل.. سابقا كان ممنوعا الحديث عن هذا الموضوع، لكن الان توجد مرونة، ولهذا اقترح عليكم الاستعجال في الموافقة على قانون إنشاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان، لان هذه هي الخطوة الاولى، وثانيا الاستعداد للبدء باجراء استفتاء حول حق تقرير المصير، لانه سيقوي موقفنا، وسيكون بيدنا سلاح قوي ويجب عليكم دراسة المسألة وكيفية اجراء هذا الاستفتاء».
وأضاف «حان الوقت لان نقرر مصيرنا بانفسنا، وألا نتتظر احدا ان يقرر مصيرنا، وقد اثبتنا للجميع اننا كنا عامل خير ولم نهدد دول الجوار، وبكل قوة سوف نساعد إخوتنا الشيعة والسنة لاخراج العراق من ازمته، وأصل الازمة سياسي لا عسكريّ». وتابع «اليوم يوم بناء المستقبل، ويجب ان نتعاون جميعا، وبالاتكال على الله سوف ننتصر، واكررها مرة اخرى، باننا يجب ان نقرر مصيرنا بانفسنا، واقولها بكل ثقة بان لدينا اصدقاء، ويمكن ان تكون في ذلك مجازفة».
وشدد البرزاني على أن «الوضع في العراق لن يعود إلى ما كان عليه قبل 10 حزيران»، مؤكداً أن «قوات البشمركة لن تنسحب من المناطق المتنازع عليها»، ومشدداً على أن «هناك تأييداً دولياً لاستقلال كردستان».
وذكر مصدر في برلمان كردستان أن البرزاني أكد خلال جلسة برلمان الإقليم السرية أن «عدم تأييد بعض الجهات الدولية للاستقلال لا يعني رفضها له».
كذلك، أكد البرزاني أنه اتصل برئيس الحكومة المركزية نوري المالكي قبل ستة أشهر، وأبلغه خطورة الوضع في الموصل، فردّ المالكي بالقول «اهتم بإقليم كردستان ودع العراق لنا»، محمّلاً حكومة بغداد «مسؤولية ما يجري في العراق من تدهور أمني وضعف في مفاصل الدولة كافة».
وقد تجمع المئات من سكان مدينة العمادية في دهوك ومجموعة من البشمركة القدماء، أمام مبنى برلمان كردستان، لدعم طروحات البرزاني في الاستقلال، رافعين الأعلام الكردية.
في هذا الوقت، أكدت حكومة الإقليم أمس أن الأكراد سيعلنون دولتهم عبر استفتاء شعبي، حتى وإن لم توافق الولايات المتحدة على هذه الخطوة. وطالب مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى، في تصريحات إلى قناة «PBS» الأميركية، المجتمع الدولي باحترام ما يؤدي إليه الاستفتاء الذي سيجرى في الإقليم.
الرد الأميركي جاء سريعاً على لسان المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست الذي قال «الواقع هو اننا لا نزال نعتقد بان العراق اقوى اذا كان متحداً».
ووصف رئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي تصريحات البرزاني بأنها «مستفزة»، مضيفاً أن الدعوات إلى الانفصال نتجت عمّا وصفه بسياسات التهميش التي عانتها بعض مكونات المجتمع العراقي، مؤكدا أن رئيس الوزراء نوري المالكي «أصبح من الماضي»، ومشيراً إلى أنه تلقى تأكيداً من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بـ «ضرورة التغيير» في البلاد.

أعلن اسامة النجيفي انسحابه
من الترشح لرئاسة
البرلمان الجديد

ردّ ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي جاء مغايراً، حيث رأى أن إعلان الدولة الكردية شأن كردي. وقال القيادي في الائتلاف، محمود المشهداني، إن «الدولة الكردية شأن كردي أولاً، ويجب أن يكون هناك توافق دولي عليها»، مضيفاً أن «الدستور العراقي يشير إلى أن العراق بلد اتحادي فدرالي، وعندما نستطيع أن نعدّل الدستور، ستكون لنا وجهة نظر في المواد المعدلة، ومنها إعلان الدولة الكردية».
وفي إطار محاولات تأليف حكومة جديدة، أكد «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي رفضه «المطلق» لتولي النجيفي أيا من مناصب الرئاسات الثلاث «لاعتقادنا بأن النجيفي عطل العملية السياسية في العراق من خلال تعطيله للبرلمان السابق». من جهته، دعا اتحاد القوى الوطنية، الذي يضم الكتل السنيّة الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى ضرورة استبدال الرئاسات الثلاث بمرشحين جدد يشغلون تلك المناصب. وأوضح أن الحل العراقي يبدأ في مرحلته الأولى بتغيير شخصيات المنصة السيادية، داعياً إلى «ضرورة» ما سمّاه «انتهاج سياسة الانفتاح والاستيعاب والحوار، بعيداً عن التخندقات الطائفية والحزبية وتغليب مصلحة الوطن والمواطن».
إلى ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما ناقش العراق في مكالمة هاتفية اجراها الأربعاء مع الملك السعودي عبد الله شكره فيها على تعهده بتقديم 500 مليون دولار لمساعدة من تشردوا من جراء العنف المتزايد في شمال العراق وغربه، كما ناقش معه ضرورة أن يؤلف العراق حكومة جديدة تشمل الأطياف كافة «وتوحد كل الطوائف المختلفة فيه».
(الأخبار)



ديمبسي: القوات العراقية بحاجة إلى المساعدة

أعلن قائد الجيوش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، أمس، أن القوات العراقية عززت دفاعاتها في محيط بغداد، لكنها ستكون بحاجة على الأرجح إلى مساعدة خارجية من أجل استعادة الاراضي التي سيطر عليها مقاتلو «دولة الخلافة الاسلامية» السنة. وقال ديمبسي إن الانطباع الأول للمستشارين العسكريين الأميركيين على الأرض هو أن القوات العراقية ليست بعد في موقع يتيح لها شن هجوم مضاد واسع النطاق.
ورداً على سؤال عما اذا كانت القوات العراقية قادرة على استعادة الاراضي التي خسرتها، أوضح ديمبسي في مؤتمر صحافي «ليس وحدهم على الارجح»، مضيفاً أن وضع القوات العراقية هذا لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة ستضطر إلى التدخل عسكرياً.
من جهة أخرى، نشرت السعودية على حدودها الشمالية مع العراق30 ألف جندي. ورداً على تلك الادعاءات بانسحاب القوات العراقية عن الحدود مع السعودية، نفى المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الفريق قاسم عطا، أمس، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوات حرس الحدود العراقية من مواقعها، عادّاً إياها «أنباء كاذبة».
(الأخبار، أ ف ب)