دخل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، مايكل كوريلا، إلى بلدة التنف قبل أيام، لتفقُّد قوات بلاده التي تنتشر مع قوات بريطانية في قاعدة مشتركة هناك. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن كوريلا لم يلتقِ بأيّ شخصية سورية خلال زيارته التي استمرّت لعدّة ساعات، واجتمع خلالها مع ضبّاط القاعدة، واطّلع على تقرير حول أثر الضربات التي استهدفت نقاطاً لـ«جيش مغاوير الثورة»، على أطراف «التنف» قبل أسبوعين تقريباً. ووفقاً للمعلومات، فإن المسؤول الأميركي حمّل الضبّاط تعليمات إلى الفصائل السورية المنتشِرة في مخيّم الركبان، بضرورة قطع الطريق على أيّ عملية تفاوض بين وجهاء المخيم والحكومة السورية، ومنْع خروج المدنيين منه، حتى ولو اضطرّها الأمر إلى استخدام العنف ضدّ مَن يحاولون الخروج. وسبقت زيارةَ كوريلا بأيام زيارةٌ لنائب قائد عملية «العزم الصلب»، الجنرال الأميركي كارل هاريس، إلى «التنف»، حيث التقى أيضاً ضبّاط القاعدة، ومن ثمّ قادة من «مغاوير الثورة»، على رأسهم متزعّم الفصيل، مهند الطلاع، لمناقشة خطط التدريب والتجنيد، بما يخدم تعزيز قوّة «المغاوير»، علماً أن الأيام العشرة الماضية شهدت رفعاً لعدد ساعات التدريب المشترك بين القوات الأميركية ومقاتلي الفصيل.ويأتي الحراك الأميركي المتزايد داخل منطقة «خفض التصعيد» في البادية السورية، والمعروفة بمنطقة الـ55 كلم، في وقت بدأت فيه دمشق اتّخاذ إجراءات إضافية في محاولة لشلّ حركة «داعش» هناك. إذ عمدت إلى رفْع سواتر ترابية عالية، وحفْر خنادق عميقة وعريضة بهدف تضييق إمكانية الخروج من داخل هذه المنطقة لتنفيذ هجمات على نقاط للجيش السوري في البادية. وتأتي تلك الإجراءات بعد تنفيذ عدّة عمليات تمشيط، وضرب نقاط تمركز مؤقّت لخلايا «داعش» التي دأبت على زراعة عبوات وألغام على طرق يستخدمها الجيش. وغالباً ما تترافق هجمات التنظيم مع موجات تشويش على أجهزة الاتصال السورية مصدرها قاعدة التنف، في حين يقيم «داعش» علاقات تجارية مع «مغاوير الثورة»، يقوم بموجبها ببيْع ما يسطو عليه من مواشٍ وشاحنات تجارية، مقابل الحصول على المؤن والماء والأسلحة.