أكّد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم الغندور، أن بلاده في موقعها الطبيعي إلى جانب الدول العربية وفي قيادة العمليات باليمن مع السعودية. ونفى غندور وجود تحول سياسي في موقف الخرطوم من إيران، مكرراً تمسك بلاده بهوية منطقة حلايب، المتنازع عليها مع مصر.
وقال الغندور خلال زيارته للبحرين إن "ملف نشر إيران للتشيع في السودان انتهى"، مؤكداً طموح بلاده لمستقبل "يتعايش فيه العرب مع الإيرانيين دون تمييز بين السنة والشيعة".
وأضاف، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية حول تمتين علاقات الخرطوم مع العواصم الخليجية بعد سنوات من العلاقة الجيدة مع إيران، إن «الأمر ليس تحولاً سياسياً لكنه يعكس وجود السودان في محيطه الطبيعي. كانت تربطنا بإيران بعض الأمور المشتركة كأي دولة أخرى، ولكن لا يمكننا أن نهمل محيطنا الطبيعي». وتابع الوزير السوداني قوله إن «السودان الآن اتخذ وضعه الصحيح في علاقاته مع أشقائه... وأنا أعتقد أن عاصفة الحزم ما كانت إلا نموذجاً لهذه المشاركة والمؤازرة، وأنها يمكن أن تكون نموذجاً للعمل بين الأشقاء في مقبل الأيام».
وعن قرار السودان قطع العلاقات مع إيران تضامناً مع السعودية، رأى غندور أن «القرار لا يتخذ جزافاً بالسودان، في كل المستويات»، مضيفاً أن «قضيتنا ليست عداوة، بل رسالة أردنا أن نقدمها بالتدافع والتآزر مع أشقائنا السعوديين».
ونفى الغندور أن تكون الانتقادات التي وجهها الرئيس عمر البشير لـ«الإخوان المسلمين» بوابة عبور له لتمتين العلاقات مع دول الخليج. وقال إن «ما ذكره الرئيس السوداني يتعلق بالنشاط الدولي للجماعة التي لها حزب سياسي مرخص يمارس عمله ضمن المعارضة في السودان»، مؤكّداً أن موقف البشير كان رسالة، وأن لكل بلد الحق في اتخاذ ما يراه مناسباً في هذا الموضوع.
وحول العلاقات مع مصر، وصف الوزير السوداني زيارته الأخيرة إلى القاهرة بالـ «صريحة وواضحة»، بعد التوترات بسبب قضايا حول سد النهضة، ومعاملة الجالية السودانية في القاهرة. ورأى أن «الأشقاء في مصر يعلمون أن موقفنا الآن في سد النهضة كما لخصوه أننا لسنا وسطاء ولا محايدين ولا منحازين ونحن أصحاب حق لكن حقنا والفوائد التي يمكن أن نجنيها لن تكون على حساب الأشقاء في مصر أو الاشقاء في أثيوبيا».
وتابع «سد النهضة يمكن أن يكون خيراً كثيراً للبلدان الثلاث ونحتاج للتعاون وهذا ما اتفقنا عليه في اجتماعي الخرطوم الأخيرين». وكرّر الغندور موقف بلاده بالتمسك بمنطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، قائلا «ستظل قضية إذا لم تحل شوكة في خاصرة العلاقات بين السودان ومصر، وستظل مصدراً للحساسية بين البلدين، لأننا نؤمن بأن حلايب سودانية».