صنعاء | تنتظر صنعاء دعوة الأمم المتحدة إلى استكمال الجولة الثانية من المشاورات في العاصمة الأردنية، عمّان، حول فتح الطرق في محافظة تعز والمحافظات الأخرى، وفق ما أفاد به مصدر عسكري مقرّب من اللجنة العسكرية المكلّفة التفاوض في هذا الشأن. وقال المصدر، لـ«الأخبار»، إن اللجنة تبدي حرصاً كبيراً على إحداث اختراق في ختام الجولة المزمع استكمالها خلال أيّام. وعلى رغم غياب أيّ تقارب في الرؤى بين الأطراف اليمنيين حول ذلك الرد، إلّا أن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد، في مستهلّ جولته الجديدة التي بدأها الأحد من الرياض، أن فتح الطرق المغلقة، وعلى رأسها طرق تعز، يشكّل أولوية ملحّة لتثبيت الهدنة، والدفع بها نحو الأمام. وبحسب مصادر دبلوماسية يمنية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن غروندبرغ قد يزور العاصمة العُمانية مسقط لإجراء مباحثات مع الوسيط العُماني، قبل أن يعود إلى الأردن لاستكمال مشاورات الجولة الثانية.ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» في صنعاء، السبت، ردّ اللجنة العسكرية المفاوِضة على مقترحات المبعوث الأممي التي كان قد تقدّم بها مطلع الشهر الجاري. وتضمّن الردّ إبداء «أنصار الله» استعدادها لفتح طريق «صالة - أبعر - الصرمين - الدمنة - الحوبان - خط صنعاء»، وطريق «الراهدة - كرش - الحوبان - خط صنعاء» بشكل عاجل، على أن تكون باقي الطرق المقترَح فتحها من جانب الأمم المتحدة قيد الدراسة لضمان عدم استخدامها في أيّ أعمال عدائية. غير أن ردّ صنعاء قوبل، كالعادة، برفض فريق الحكومة الموالية لـ«التحالف»؛ إذ رأى أحد أعضائه، نبيل جامل، أن ذلك «يمثّل تحدّياً جديداً أمام الجهود الأممية لإحداث اختراق جديد في مسار الهدنة الإنسانية». وفي موازاة هذا الرفض، وجّه رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، من مقرّ إقامته الجديد في الرياض، بوقف النقاش حول باقي ملفّات الهدنة. وقال، خلال لقائه المبعوث الأممي الأحد، إنه «لا نقاش حول أيّ ملفات أخرى قبل فتح طرق تعز»، متّهماً الأمم المتحدة بـ«التراخي»، وهو ما يؤشّر إلى عدم وجود أيّ تنازلات قد تفضي إلى حسْم الخلاف. لكن مصدراً من مكتب رئيس الوفد العسكري المفاوِض في صنعاء، اللواء يحيى الرزامي، أكد، لـ«الأخبار»، أن الأخير يبدي حرصاً شديداً على إنجاح المفاوضات حول هذا الملفّ.
في غضون ذلك، نفى الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، في حديث إلى «الأخبار»، أن تكون الطرق المقترَح فتحها من قِبَل صنعاء فرعية، مؤكداً أنها رئيسيّة وقريبة وآمنة لمرور المواطنين. ولفت إلى أن «الطرف الآخر يعلم أن الطرق التي يصرّ على فتحها غير مهيّأة حالياً، عسكرياً وأمنياً»، معتبراً أن «الاتفاق حول فتح المعابر والطرق يجب أن يكون واضحاً وشاملاً، ولا يخصّ طرق تعز دون غيرها، بل يشمل كلّ طرق اليمن المغلقة. ولكن دول العدوان تستغلّ طرق تعز وتتعمّد إثارة هذه القضيّة لتشتيت الرأي العام الدولي، وإرسال رسائل بأن ما يحدث في اليمن حرب أهلية وصراع بين أطراف يمنيين ولا علاقه له بما يجري من عدوان وحصار».
وكانت الأمم المتحدة قد استدعت عدداً من القيادات العسكرية في محور تعز الخاضع لسيطرة حزب «الإصلاح»، خلال الشطر الأول من مشاورات الجولة الثانية التي جرت برعايتها في عمّان مطلع الشهر الجاري، واتفقت مع الأطراف اليمنيين على تشكيل مجلس تنسيقي عسكري يتمثّل فيه الطرفان، على أن يتولّى وقف الخروقات العسكرية في مدينة تعز بشكل كلّي، ويجتمع بصورة دورية كلّ شهر. ووفقاً للشيخ محمد عبد الله بن نائف، أحد الزعامات القبلية البارزة في تعز والمشارك في مشاورات الأردن، فإن «المهامّ الرئيسيّة لمجلس التنسيق، تهيئة الأوضاع في تعز لفتح الطرق ابتداءً من وقف جميع المواجهات والمناوشات العسكرية، مع إبقاء كلّ السلطات المحلية التابعة لأطراف الصراع في إطار نطاق السيطرة الجغرافية لكلّ طرف، على أن تتولّى حماية المواطنين وممتلكاتهم في حال فتح الطرق، فضلاً عن قيام كلّ طرف بحماية الطرق من أيّ هجمات عسكرية حتى يتمّ التوصّل إلى تسوية شاملة».