تفيد معلومات «الأخبار» بأن الوجود الأميركي في «خراب عشك» مؤقّت، ووظيفته تنفيذ عمليات في المناطق التي تحتلّها القوات التركية شمال حلب والرقة، بهدف ملاحقة عناصر قيادية سابقة من تنظيم «داعش»، وبأنه لا يرتبط بمحاولة هذه القوات ضبْط الجموح التركي في الشمال السوري، أو تقديم حماية مباشرة لـ«قوات سوريا الديموقراطية» من أيّ عملية عسكرية تركية محتملة. وبحسب مصادر محليّة، وصلت مجموعات من القوات الأميركية من دير الزور إلى «خراب عشك» على دفعات، كان آخرها مساء الجمعة الماضي، إثر هبوط سبع مروحيات في القاعدة، فيما عملت جرافات وفّرتها «قسد» على إعادة تأمين القاعدة التي تقع ضمن المساحة الممتدّة بين بلدتَي عين عيسى وعين عرب.وانطلاقاً من القاعدة، نُفّذت، قبل أيّام، عملية إنزال جوّي استمرّت لدقائق قليلة، ولم يتخلّلها أيّ اشتباك، في قرية الأحيمر الواقعة جنوب جرابلس، التي تحتلّها تركيا. وبعدما أعلنت القوات الأميركية اعتقال قيادي بارز في «داعش»، أفادت معلومات «الأخبار» بأن عائلته التي تُركت مكبّلة، نُقلت لاحقاً من قِبَل مجموعة من فصيل «فرقة السلطان مراد» الموالي لأنقرة، إلى بلدة الراعي شمال محافظة حلب. ويأتي تنفيذ عمليات إنزال وهجمات ضدّ أهداف قريبة من الحدود مع تركيا لتصفية أو اعتقال عناصر قيادية من «داعش»، في إطار الجهود للقبض على شخصيات تُعدّ بمثابة «صناديق معلومات» عن التنظيم المتشدّد وما يمتلكه من أموال وخطط، وهي خطوة تحقّق مكاسب لواشنطن في حربها المستمرّة على «الإرهاب». وتشدّد المصادر الكردية في القامشلي، على أن عودة الأميركيين إلى قاعدتهم التي هجروها في تشرين الأوّل عام 2019 بالتزامن مع عملية «نبع السلام»، لا تشكِّل عائقاً أمام مغامرة تركية جديدة في الشمال السوري، وإنْ كانت ستُجبر الأتراك على الحذر والابتعاد عن تهديد سلامة القوات الأميركية. وعلى رغم أن الأميركيين بدأوا يتردّدون على القاعدة قبل نحو شهرين، إلّا أن قادة «قسد» لم يجدوا حَرجاً من إعلانهم الاستعداد للتنسيق مع الحكومة السورية لمواجهة التهديدات التركية، وهو ما يشير إلى فهمهم لنيات القوات الأميركية، فيما لم تُبلّغ «الإدارة الذاتية» بوجود نيّة لدى هؤلاء للعودة إلى نقاط إضافية في الرقة أو ريف حلب الشرقي، ما يعني أن الانتشار في «خراب عشك» مؤقّت ومحدود وأتى بمهمّة واضحة.
لم توجّه واشنطن أيّ اتهام أو أدنى درجات اللوم لأنقرة على خلفية تساهلها في ملفّ «داعش»


وبحسب ما رصدته «الأخبار»، فقد نفّذت القوات الأميركية، يوم السبت الماضي، عملية إنزال جوّي في قرية السعدة في ريف الحسكة الجنوبي، ليرتفع بذلك عدد عمليات الإنزال التي نُفذت منذ بداية العام الحالي، إلى 13، أبرزها: عملية الإنزال التي أُعلن في أعقابها عن اغتيال زعيم تنظيم «داعش»، أبو إبراهيم القريشي، في ريف إدلب الشمالي في الثالث من شباط الماضي، وأخرى نفّذتها ليل الـ15 من الشهر الجاري، وهو ما يعني أن الأميركيين نفّذوا عمليتين ضمن أراضٍ تحتلّها تركيا أو لها نفوذ كبير فيها، فيما سُجّلت النسبة الأكبر من العمليات خلال الشهر الجاري، وعددها خمس، أربع منها في الحسكة. وقُتل ثلاثة أشخاص في مجموع عمليات الإنزال منذ بداية العام الحالي، فيما ارتفع عدد مَن تم اعتقالهم إلى 27، بتهم الانتماء للتنظيم أو العمل على تمويله. وغالباً ما يُنقل المعتقلون بواسطة المروحيات التي تُنفِّذ عمليات الإنزال نحو قاعدة قوات الاحتلال الأميركي في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي. وعلى رغم أن تصفية زعيمَي «داعش» السابقَين أبو بكر البغدادي، وأبو إبراهيم القريشي، تمّت ضمن مناطق قريبة من الحدود التركية، إلّا أن واشنطن لم توجّه أيّ اتهام أو أدنى درجات اللوم لأنقرة على خلفية تساهلها في ملفّ «داعش».