غزة | بعد هدوء دامَ لأسبوعين، عاد التوتّر إلى حدود قطاع غزة، في ظلّ مناورات عسكرية مفاجئة بدأها العدو، عقب تهديدات للأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، بخصوص القدس وجنين والأسرى. وتتحسّب دولة الاحتلال لتفجُّر الأوضاع في القطاع، تزامناً مع تزايُد مؤشّرات التأزّم في الإقليم، وهو ما شكّل مدار بحث أيضاً بين الفصائل الفلسطينية، التي عقدت اجتماعاً طارئاً بدعوة من «الجهاد». وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أن «الجهاد» تستعدّ للتصعيد العسكري، كردّ على العمليات الإسرائيلية المستمرّة شمال الضفة الغربية وخاصة في جنين، مشيرةً إلى أن «الحركة مقتنعة بأن إسرائيل تعمل ببطء للقضاء على خلاياها العاملة في شمال الضفة، ولتفكيك سيطرتها على تلك المناطق، وخاصة جنين التي تُعتبر مهمّة بالنسبة للتنظيم، وهو أمر تأخذه على محمل الجدّ». ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني لم تحدّده، قوله إن «لدى الجهاد رغبة في الانتقام لدماء شهدائها، وإن الحركة يبدو أنها لن تلتزم الصمت، وقد تتّجه إلى التصعيد في حال استمرّت العمليات الإسرائيلية». والجدير ذكره، هنا، أن عدد الشهداء الذين ارتقوا في جنين ومخيمها منذ بداية العام الجاري، ارتفع إلى 23 شهيداً، نفّذ عدد منهم عمليات فدائية أدّت إلى مقتل جنود ومستوطنين.
ارتفع عدد الشهداء في جنين ومخيمها منذ بداية العام الجاري، إلى 23 شهيداً

ويأتي حديث «يسرائيل هيوم» على وقْع تشديد الأمين العام لـ«الجهاد»، مساء الأحد الماضي، على أن «ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات يومية من قِبَل العدو، وعمليات القتل اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية، وهدم البيوت، وكذلك استهداف المعتقلين في السجون والاعتداء المستمرّ عليهم، وتجاهُل إضراب الأسرى وعلى رأسهم المجاهد خليل العواودة، كلّ ذلك يستدعي وقفة جديّة من القوى الوطنية والإسلامية، ومن الشعب الفلسطيني بمكوّناته كافة». وفي الإطار نفسه، أشارت مصادر فصائلية إلى أن «الاحتلال يستغلّ حالة الهدوء منذ بداية الشهر الجاري لتمرير مخطّطات تتعلّق بالانقضاض على المقاومة الفلسطينية في مخيّم جنين عبر عمليات اغتيال واعتقال للشبان، بالإضافة إلى تكثيف عمليات الاستيطان في الضفة والقدس»، مؤكّدة أن «الفصائل لن تسمح للاحتلال بالاستفراد بأيّ جبهة فلسطينية، وستعمل على ردعه».
وكان عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد»، خالد البطش، وجّه، مساء الأحد، دعوة إلى الفصائل كافة للاجتماع و«الوقوف بمسؤولية وطنية حيال كلّ القضايا التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بفعل تصاعد العدوان الإسرائيلي». وناقش الاجتماع الذي انعقد أمس بالفعل، الملفّات الساخنة كافة، ومن بينها ملفّ الأسرى المضربين عن الطعام، وخصوصاً منهم المعتقلان الإداريان خليل عواودة (40 عاماً من بلدة إذنا في الخليل) الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ103، ورائد ريان (27 عاماً من قرية بيت دقو شمال غرب مدينة القدس) الذي يستمرّ في إضرابه لليوم الـ68. وتزامَن الاجتماع مع بدء جيش الاحتلال، صباح أمس، مناورة عسكرية في جنوب غلاف غزة، تستمرّ لمدّة يومين وتنتهي ظهر اليوم.