راجعت جهات سيادية وثيقة الحكومة من دون أن يكون هناك نقاش حول القطاعات التي سيجري بيعها
كذلك، تحدّد الوثيقة الحكومية الأنشطة التي سيواصل الجيش تواجده فيها، باعتباره المُنافس الرئيس للقطاع الخاص والمستفيد من إعفاءات واستثناءات مالية تجعل أيّ محاولة لمزاحمته غير ذات جدوى. ومن هنا، قرّرت الحكومة أن تكون واضحة أمام المستثمرين بتحديد الأصول التي ستقوم ببيعها، والمجالات التي لا تعتزم التواجد فيها أملاً في جذب استثمارات خليجية بشكل خاص وأجنبية بشكل عام، مع وضع جدول زمني يتضمّن توقيت الخروج أو تخفيض نسبة المشاركة لصالح القطاع الخاص، أو زيادتها، علماً أن الوثيقة التي أعدّتها الحكومة، وراجعتها جهات سيادية، لم تُعرض على النواب، الذين اطّلعوا على مسوّدتها بعد تسريبها إلى وسائل الإعلام.
وفي وقت يُسارع فيه النظام إلى الإعلان عن بيع مزيد من الشركات الناجحة لضمان توفير 18 مليار دولار لسدّ عجز الموازنة والقروض قبل نهاية العام المالي المقبل في حزيران 2023 - وهي أموال غالبيّتها إماراتية وسعودية -، سيكون للصندوق السيادي الدور الأكبر في تنفيذ هذه السياسة، من خلال مشروعات «تُعظّم العائد للأجيال المقبلة، وتُحقّق البُعد التنموي وفقاً لأهداف التنمية المستدامة وخطّة مصر 2030»، وفق الوثيقة. وبينما يُحيط الغموض بالعديد من القطاعات الرئيسة والفرعية وآلية الخروج منها خلال السنوات القادمة، تُدافع الحكومة بأنها تهدف إلى تحسين إدارة أصول الدولة وتنظيم مشاركتها للقطاع الخاص، لكن ما يحدث عملياً هو نقل جزء من المُلكية إلى الأخير بأسعار اليوم، ومن دون النظر إلى حقوق الأجيال المقبلة، خصوصاً أن الدولة ستتخلّى عن مشروعات عديدة بنسبة 100%، في ما يشبه ما قام به نظام حسني مبارك من خصخصة في بداية الألفية.