نواكشوط | بدأت في العاصمة الموريتانية فعاليات مؤتمر «الريادة والوعي» الذي ينظمه إخوان موريتانيا بالتعاون مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمون، وسط اهتمام غير مسبوق من الإعلام القطري والتركي، وإرسال عدد من الوفود الإعلامية كقناة الجزيرة ووكالة الأناضول.
هذا المؤتمر هو اللقاء الأول للجماعة منذ آذار الماضي، وهو التاريخ الذي جرى فيه تجفيف السلطات الموريتانية منابع التمويل التابعة للإخوان وكانوا يتلقون عبرها الدعم من الدوحة وأنقرة.
تلك الإجراءات ضيقت الخناق على الجماعة في موريتانيا، وخاصة بعد إغلاق السلطات واحدة من أكبر منظماتها، هي منظمة المستقبل التي كان يرتادها المئات من عناصر الإخوان تحت عنوان العمل الإنساني وبناء المساجد والمصحات الطبية. وبعد أن كانت الجماعة تعقد مؤتمراتها في أفضل الفنادق، اضطرت اليوم إلى الاقتصار على قاعة عادية في أحد فنادق الـ4 نجوم.
واستغل رئيس حزب الإسلاميين الموريتانيين، جميل ولد منصور، المؤتمر للحديث عن بعض المشكلات التي يعانيها تياره، وهو الرجل الذي مدد له الإخوان لولاية جديدة في رئاسة الحزب العام الماضي، بداعي حقن الدماء، وبتدخل من زعيم حزب النهضة التونسي التابع للإخوان، راشد الغنوشي، في المؤتمر. أيضاً، فإن ولد منصور أخفق بالتعاون مع بعض نواب الحزب الإسلامي من البرلمانيين في الحصول على ترخيص يسمح لهم باستقبال بعض الشخصيات الدولية رسمياً في مطار نواكشوط كما جرت عادة الأحزاب في البلاد. يذكر أن إخفاق الإخوان في الحصول على تصريح الاستقبال الرسمي دفع قيادات إلى إلغاء مشاركتها أو تأجيلها.
وأوضح رئيس حزب الإسلاميين في تعليله مشكلات تياره أن هناك طرفين في الحزب «واحد متشدد وآخر مرن»، ذاكراً أنه سعى إلى تأجيل المؤتمر وثني الشباب عن تنظيمه «لأن ظروف البلد كانت تدفع إلى التأجيل لكن الإخوة في المنظمة الشبابية أصروا على تنظيمه». كذلك حمل بشدة على السلطات التي كال ضدها الاتهامات منذ تضييق الخناق المالي على حزبه.
بعد عدد من الكلمات الترحيبية، قال رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق مقري، إن كل فكرة يتوحد حولها الشباب «منتصرة لا محالة»، مضيفاً: «من أراد أن يتأكد من ذلك فلينظر إلى شبابنا». وأشار مقري، بعد أن حيا شعب الجزائر على فوزه على كوريا الشمالية، إلى أن تحدي الريادة الشبابية ليس في مجال السياسة فحسب، بل في الرياضة والتكنولوجيا والطب والهندسة وكل ما يخدم الأمة. هذه الكلمة أثارت امتعاضاً غير مسبوق من خصوم الإخوان، الذين فاجأهم جهل مقري بأحداث المونديال، فعلقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقول: «قولوا له إنها ليست كوريا الشمالية بل الجنوبية».
وبغض النظر عمّا انتهى إليه المؤتمر والجدال الدائر حوله، فإن المواجهة بين السلطات الحاكمة والإخوان لا يمكن فصلها عن السياق العام في المنطقة العربية، وإن كانت موريتانيا بعيدة جغرافياً عن دول المركز مثل مصر وسوريا فإن هناك من يسعى إلى تسجيل أي نقطة ممكنة في سبيل رفع رصيد الجماعة.