ويمتدّ شارع «55» من غرب مدينة نابلس، مروراً بقرى قلقيلية الشرقية، وصولاً إلى حاجز جلجولية الفاصل بين قلقيلية والأراضي المحتلة عام 1948، ويمرّ بعدد كبير من مداخل المستوطنات وأيضاً مداخل القرى الفلسطينية. لذلك، دائماً ما كان هدفاً سهلاً لهجمات الشبّان بالحجارة والزجاجات الحارقة، إضافة إلى كونه شارعاً حيوياً يخدم عدداً كبيراً من الإسرائيليين. وتحوّل «55» إلى «شارع رعب» للمستوطنين بعد استهداف مركباتهم بالحجارة و«المولوتوف» عشرات المرّات شهرياً من بلدة عزون وحدها، وهذا ما دفع قبل أشهر عضو «الكنيست»، سيمحا روتمان، إلى القول: «الوضع لا يُطاق على شارع 55، والفلسطينيون يهاجمون المستوطنين دائماً في هذا المكان». وتمتاز بلدة عزون بالكثافة السكانية الكبيرة مقارنة بالقرى والتجمّعات المحيطة بها؛ إذ يبلغ عدد سكّانها نحو 10 آلاف نسمة، ولم ينجح العدو في وقف الهجمات منها على المركبات الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، على رغم استخدامه أساليب عدّة ضدّها، كالعقاب الجماعي بإغلاق مداخلها بالبوّابات الحديدية أو السواتر الترابية، إضافة إلى حملات اعتقالات متتالية بشكل شهري. وعلاوة على الحجارة والزجاجات الحارقة، يشتهر شبان عزون بتصنيع العبوات (أكواع) التي يلقونها تجاه آليات جيش الاحتلال أو البرج المحاذي للبلدة. وفي نهاية الشهر الماضي، استشهد يحيى عدوان برصاص العدو بعد إلقائه زجاجات حارقة نحو مركبات عسكرية إسرائيلية خلال اقتحامها البلدة.
اقتحم المستوطنون بحراسة نحو 50 آلية عسكرية، المنطقة الشرقية في نابلس
وفي قبر يوسف شرق نابلس، لم يختلف المشهد كثيراً، حيث اقتحم المستوطنون بحراسة نحو 50 آلية عسكرية، المنطقة الشرقية في نابلس، لكن الشبّان الفلسطينيين تصدّوا للاقتحام بمواجهات شعبية عنيفة تخلّلها إطلاق مقاومين النار ثلاث مرّات تجاه العدو، ما أدّى إلى إصابة 14 فلسطينياً بالرصاص وآخرين بالاختناق. وتحوَّل إطلاق المقاومين النار خلال اقتحام القبر إلى ظاهرة، بعد أن كان التصدّي للمستوطنين يقتصر على المواجهات الشعبية بالحجارة والزجاجات الحارقة. ومنذ شهر أيلول الماضي، يشهد كلّ اقتحام إسرائيلي للمكان اشتباكات مسلّحة مع المقاومين. ووفق إحصائية لـ«الأخبار»، شهدت المنطقة الشرقية في نابلس، منذ أيلول وحتى الآن، 12 عملية إطلاق نار ضدّ جيش العدو ومستوطنيه، فيما أصيب أربعة إسرائيليين بالرصاص خلال الفترة نفسها، اثنان منهم جنديان جُرحا في نهاية أيلول، فيما أجبر رصاص المقاومين المستوطنين على إخلاء المنطقة قبيل الموعد المعتاد. وفي 11 نيسان، أصيب مستوطنان آخران بعد اقتحامهما قبر يوسف، من دون تنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية.