غزة | للمرّة الثانية خلال الأسبوع الحالي، تَجدّد تنقيط الصواريخ من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف. وفي وقت حاول فيه الاحتلال تفعيل معادلته السابقة القائمة على مواجهة الصواريخ باستهداف مواقع المقاومة، وجدت الأخيرة الفرصة سانحة لتعزيز معادلة الرّدع، عبر استهداف الطائرات المُغيرة بالصواريخ المضادّة للطائرات، إضافة إلى المضادّات الأرضية. ولم تكتفِ المقاومة باستهداف طائرات العدو بصاروخ من نوع «ستريلا» المحمول على الكتف فجر أمس، بل وشرعت في إطلاق نيران الرشّاشات الثقيلة تجاه مستوطنات الغلاف. وبحسب مصادر في المقاومة تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد كشف إطلاق تلك النيران خللاً قديماً في منظومة «القبّة الحديدية»، التي أطلقت قرابة 14 صاروخاً تجاه رشقة من رصاص الرشّاشات، بينما اضطرّ فيه جيش الاحتلال للتغطية على الخلل، عبر إعلانه اعتراضه 4 صواريخ، ليعود صباحاً ويقول إن «القبّة» لم تُفعَّل تجاه الصواريخ الفلسطينية. ويمثّل الخلل في أداء «القبّة» مصدر استنزاف جديداً لها، إذ إنّ تكلفة الصواريخ التي أطلقتها للتصدّي للرصاصات تُراوح ما بين 600 و800 ألف دولار، فيما تكلفة الرصاصات لا تتجاوز ألف دولار، بحسب المصادر، التي كشفت أنّ لدى المقاومة قراراً بتعزيز الدفاعات الأرضية تجاه الطائرات المُغيرة على غزة، واستهدافها بالقدر الممكن، وكسر المعادلة التي يحاول العدو فرضها باستهداف مواقع المقاومة مقابل الصواريخ «المجهولة» التي تُطلَق من القطاع.
تتوقّع سلطات الاحتلال استمرار تنقيط الصواريخ من غزة خلال الأيام المقبلة

بالتوازي مع ذلك، تجدّدت المباحثات التي تجريها المقاومة الفلسطينية مع الوسطاء، بحسب مصدر «حمساوي» تحدّث إلى الأخبار، وسط رسائل جديدة نقلتها الفصائل إلى المصريين بتأكيدها استمرار سريان معادلة غزة - القدس، ورفضها القاعدة التي يحاول العدو تثبيتها في غزة. وأكدت الفصائل أنها لا تخشى من مواجهة عسكرية جديدة، منبّهة إلى أنّ استمرار العدو في اعتداءاته في القدس، وأخيراً في القطاع، سيؤدّي إلى تفجير الأوضاع، جازمةً أنّ «التحسينات الإنسانية ليست في حسبان المقاومة مقابل المقدّسات والقضايا الوطنية». وكان موقع «واللا» العبري زعم أن دولة الاحتلال وجّهت، أمس، رسائل تهديد واضحة إلى قيادة «حماس» عبر الوسطاء، بأنها «لن تتحمّل المزيد من إطلاق الصواريخ، وستضطرّ إلى تشديد ردودها وتخفيف التسهيلات الممنوحة للغزّيين مِن مِثل خروج العمال، وتصدير البضائع واستيرادها، ودفع المشاريع الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية».
وتتوقّع سلطات الاحتلال استمرار تنقيط الصواريخ من غزة خلال الأيام المقبلة، في ظلّ استمرار حركة «حماس» في تطوير قدراتها البحرية بُغية تنفيذ هجمات ضدّ أهداف للعدو، إضافة إلى تكثيفها محاولاتها تهريب أنظمة دفاع جوي أكثر تطوّراً إلى القطاع. وعلى إثر التوتّر على الحدود، أجرى وزير الجيش، بيني غانتس، مشاورات مع رؤساء مجالس غلاف غزة، ورئيس بلدية «سديروت»، ونائب وزير الجيش ألون شوستر، معلِناً أنه تمّ تعزيز القوات والجاهزية في المنطقة، وأن سياسة الردّ الحادّ على جميع أنشطة المقاومة ستستمرّ، وأن دولة الاحتلال مستعدّة لاتخاذ أيّ خطوة هامة للحفاظ على «أمن مواطنيها»، سواءً في الهجوم أو الدفاع. من جهته، نقل موقع «واللا» العبري أنه مع انتهاء معركة «سيف القدس»، طلب رئيس الأركان من القيادة الجنوبية تقديم «خطّة عملياتية إبداعية جديدة لحرب مستقبلية على المنظّمات في قطاع غزة، مع تحديد بنك أهداف للهجوم».