القاهرة | أثار الإعلان الإسرائيلي عن تنظيم مهرجانَيْن غنائيَّيْن في جنوب سيناء، تزامناً مع أعياد تحرير سيناء خلال عطلة عيد الفصح، جدلاً كبيراً في مصر، وخاصّة أن الموافقة على إقامة الفعاليتَين جاءت في إطار الاتفاقات الموقّعة أخيراً بين الحكومتَين المصرية والإسرائيلية، والهادفة إلى تنشيط السياحة الإسرائيلية في هذه المنطقة. وتسعى الحكومة المصرية، من خلف هذا الاتفاق، إلى تعويض التراجع في أعداد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا نتيجة الحرب، فضلاً عن زيادة الاستثمارات في قطاع السياحة في منطقة جنوب سيناء.وبعدما اقتصرت الرحلات الإسرائيلية الجوية إلى مصر على مطار القاهرة منذ أكثر من عقدين، وصلت طائرة شركة «أركيا» الإسرائيلية إلى مطار شرم الشيخ ضمن سلسلة رحلات ستصبح منتظمة خلال الفترة المقبلة، إذ ستُنظِّم شركة طيران «إل عال» ثلاث رحلات تقتصر على الإسرائيليين في ظلّ القيود الأمنية المفروضة على سفر المصريين إلى الأراضي المحتلة. وحصل منظّمو مهرجانَيْ «غراونديد» و«نابيا» على كلّ التصاريح اللازمة من الجهات المصرية بالتنسيق مع المخابرات الحربية والمخابرات العامة والشرطة التي ستتولّى تأمينهما، مع الأخذ في الاعتبار عدم السماح للمصريين بحضور هذه الحفلات التي يشارك فيها فنانون من جنسيات أجنبية مختلفة، وإن كانت غالبيتهم من الإسرائيليين. والمهرجانان ضمن عدّة فعاليات تخطِّط الشركات الإسرائيلية لتنظيمها في جنوب سيناء، حيث يُسمَح للإسرائيليين بالعبور من دون تأشيرات عبر معبر طابا البرّي، فيما تفضّل الشركات الإسرائيلية تنظيم الحفلات في سيناء ما بين مدن طابا، نوبيع، دهب، وشرم الشيخ بفعل انخفاض التكلفة، مقارنة بالفعاليات نفسها التي تُنظَّم في منطقة إيلات الحدودية على البحر الأحمر.
أمر الجيش المصري بتنظيم الفعاليات الإسرائيلية بعيداً من الفنادق التي تتبع مباشرة للقوات المسلحة


وعلى وقع الضغوط الشعبية ودعوات المقاطعة، اضطرت إدارة فندق «توليب» التابع للجيش المصري، للتخلّي عن استضافة المهرجان، ولكّنها سمحت لفريق المهرجان بإقامة الفعالية في مكان قريب من الفندق، في حين سيُسمح للإسرائيليين القادمين والمشاركين في المهرجان بالإقامة في هذا الفندق والفنادق المجاورة. وكشفت مصادر، لـ«الأخبار»، أن قيادة الجيش أصدرت تعليمات تقضي بضرورة أن تُنظَّم الفعاليات الإسرائيلية بعيداً من الفنادق التي تتبع مباشرة للقوات المسلحة لتجنّب أيّ حساسيات، وإن كانت سمحت باستضافة الإسرائيليين داخل الفنادق بشكل اعتيادي. ووفق المصادر، فإن التصريح بإقامة فعاليات لإسرائيليين ليس أمراً جديداً، لكن المفارقة أن هذه الفعاليات ستُقام تزامناً مع ذكرى تحرير سيناء التي يحتفل بها المصريون يوم 25 نيسان من كل عام.