السويداء | تُواصل الفصائل المسلّحة في السويداء محاولتها جرّ المحافظة إلى مربّع التوتّر الأمني، فيما لا تتردّد بعض القوى والشخصيات التي تَحسب نفسها على «المجتمع المدني»، في استغلال أيّ فرصة لإعادة طرح مشاريع من قبيل تشكيل «لجنة من أصحاب الاختصاص لإدارة المحافظة والإشراف على مؤسّساتها الحكومية والأمنية»، مثلما حدث في مجلس عزاء لطفل قضى في حادثة إطلاق نار قبل أيام قليلة، وهذا ما تعتبره مصادر محلّية، في حديث إلى «الأخبار»، من «المؤشّرات الخطرة». ويأتي ذلك على رغم البيان الأخير الصادر عن الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، والذي دعا إلى «عدم المساس بمؤسّسات الدولة والجيش والقوى الأمنية»، في محاولة منه لوقف الخروقات الأمنية التي مارسها فصيل «قوات الفهد» في بلدة قنوات الأسبوع الماضي، الأمر الذي حاولت المعارضة، من خلال منصّاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تصويره على أنه تراجع من الهجري عن مواقفه السابقة الداعمة للاحتجاجات الأخيرة.بدوره، يكثّف محافظ السويداء، نمير مخلوف، تواصله مع الشخصيات الدينية والمجتمعية، للعودة بالمحافظة إلى حالة الهدوء، وإنهاء المظاهر المسلّحة التي تشهدها. ويَلقى حراك المحافظ ترحيباً من الفعّاليات المجتمعية المختلفة، في ما عدا الفصائل التي تدّعي حملها السلاح لحماية السويداء، على رغم أن لا تهديد مباشراً لها من أيّ طرف. أمّا القوى المعارِضة، فتقول المصادر نفسها إنها تعاني ضعفاً في التأثير، ناتجاً من تراجع التأييد الشعبي لأهدافها وأساليبها، التي تعتمد مبدأ «ركوب الأحداث»، مثلما حدث في الذكرى الأربعين لرحيل سلطان باشا الأطرش، حيث خرج تجمّع محدود، حاملاً شعارات تطالب بتغييرات سياسية لا تتناسب والمزاج العام في السويداء.
من جهة أخرى، تكشف المصادر أن وفداً درزياً لبنانياً كان بصدد دخول الأراضي السورية يوم الثلاثاء الماضي، لتقديم واجب العزاء بوفاة والدة الهجري، إلّا أن أحد أعضاء الوفد، وهو مطلوب لدى القوى الأمنية السورية، تمّ توقيفه لفترة زمنية محدّدة، تخلّلتها اتّصالات لإنهاء الموقف. ومع ذلك، فإن الزيارة لم تتمّ؛ بالنظر إلى أن الوفد لم يكن يحمل تصريحاً من شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في لبنان سابقاً، نصر الدين الغريب، فآثر العودة إلى بلده. وتلفت المصادر إلى أن الجانب السوري كان قد استجاب لطلب من شخصيات درزية لبنانية بحصول رجال الدين الدروز على تصاريح بالسفر إلى سوريا إذا ما كانت زياراتهم ذات طابع ديني، موضحةً أن «الحكومة لم تكن لتتّخذ مثل هذا القرار لولا الطلب المذكور». وتنفي المصادر اشتمال الوفد الأخير الذي حاول دخول سوريا، على الشيخ سامي أبي المنى، الذي انتُخب بالتزكية أواخر العام الماضي رئيساً روحياً للطائفة الدرزية في لبنان، موضحةً أنه ناب عنه في الوفد أحد أشقّائه، معتبرةً الزجّ باسمه محاولة لتحريض الفصائل المسلّحة، من قبيل «رجال الكرامة» و«أحرار جبل العرب» في السويداء، على الاحتكاك بالحواجز الأمنية.