اليمن ما بين زمنَين: نهاية الحلم السعودي

  • 0
  • ض
  • ض

«leave with dignity». باختصار، ذلك ما يريده محمد بن سلمان. وليّ العهد السعودي، الذي دخل الحرب بأهداف طموحة عنوانها تحويل اليمن إلى المنطقة الـ14 في المملكة، بات سقف آماله الخروج من هذا البلد «بكرامة». اعتَقد ابن سلمان أن «عاصفة الحزم» ستكون عملية عسكرية نظيفة وخاطفة، أُسوةً بانتصارات عالم الديجيتال التي أُغرم بها غلاماً، ولذا، فهو وجّه فريقه الاستشاري سريعاً بإعداد برنامج اقتصادي وتنموي لليمن، ليتمّ تنفيذه في مرحلة ما بعد «الانتصار» المفترَض. برنامجٌ من شأنه تحويل الجار الجنوبي إلى «منطقة سعودية» يتولّى إدارتَها مستشارون في الديوان الملكي، بعد تحوُّل الجيش اليمني إلى جهاز أمن داخلي يُمنع تسليحه وتجهيزه، وربط كلّ المشاريع التنموية وإعادة الإعمار بما يخدم هدف السعودية في السيطرة على البلد والتحكّم بموارده. إلّا أن حسابات ابن سلمان، ومِن خَلفه الولايات المتحدة، لم تُوافق البيدر اليمني؛ فبعد قرابة سبع سنوات، باتت الحرب مجرّد مستنقع «مكلف ومسدود الأفق»، فيما اليمن يشارف التحوّل إلى «أوّل دولة تهيمن عليها إيران في شبه الجزيرة العربية منذ قرون» وفق التوصيفات الأميركية. كان بإمكان الرياض وواشنطن الدخول في مفاوضات سلام جادّة قبل أن يصل «المتمرّدون» إلى مرحلة الاستحواذ على الشمال بأكمله، لكنّهما فضّلتا «نطْح الصخر» على مدار سنوات، إلى أن بات جلّ طموحهما الآن «تحقيق الاستقرار في جبهة مأرب»، تمهيداً «لجلْب الحوثيين إلى طاولة المحادثات». هذا السياق، الذي لا يبدو الفصْلُ الأحدث من المواجهة بعيداً منه، يَجِد ما يؤكّده في وثائق سرّية اطّلعت عليها «الأخبار»، تُظهر الهوّة الشاسعة بين ما كان عليه «الحُلم» لحظة إطلاق العدوان في آذار 2015، وبين ما آلت إليه الأمور اليوم، حيث يُراد فقط منْع «أنصار الله» من تحقيق انتصار عسكري كامل، وهو ما تَظهر دونه عقبات كثيرة، لعلّ أبرزها تحوُّل العمُق الحيوي للحليفَين السعودي والإماراتي إلى هدف دائم للصواريخ والمسيّرات اليمنية، من دون أن تكون لدى واشنطن القدرة على منْع ذلك، على رغم كثيرة التنظير لضرورة توفير «وسائل إضافية لتحديث الدفاعات الجوّية والصاروخية» لكلّ من الرياض وأبو ظبي

0 تعليق

التعليقات