بعد نجاح المصالحات في عدد من بلدات ريف العاصمة، ومع العمل على استكمال المفاوضات في ريف حمص الشمالي وحيّ الوعر، حدث تقدّم ملحوظ في إجراء تسوية في حرستا في ريف دمشق الشرقي. وفيما تدور معارك عنيفة في الغوطة الشرقية، بدأت في حرستا منذ أيام عمليات إخراج حالات مرضية حرجة بين المدنيين، وذلك بعد تمكّن لجان المصالحة من إحداث تقدم ملموس في عملية المفاوضات الجارية لإنجاز تسوية ميدانية في البلدة.
ويؤكد أحد أعضاء لجان المصالحة الوطنية، أبو ماهر الأحمد، لـ«الاخبار» أنّ «التواصل ما زال مستمراً لإعلان التسوية في حرستا بأسرع وقت ممكن. لم يبقَ سوى بعض التفاصيل التي يجري العمل على حلها خلال الأيام المقبلة». ويؤكد المصدر أنّ «بنود المصالحة لم تعلن بعد، غير أنها ستكون مماثلة لتلك التي اتفق عليها في القَدم والعسالي خلال الأيام الماضية».
إلى ذلك، تمكنت وحدات الجيش السوري، فجر أمس، من كشف أحد أكبر الأنفاق التي حفرها المسلحون في حرستا، بهدف الوصول إلى عمق المنطقة الجنوبية للحيّ، إذ وصل طول النفق إلى 300 متر وعمقه إلى 15 متراً. مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أنّ مسلحي حرستا «اعتمدوا على الجرافات والحفارات التي كانت تابعة لبلدية حرستا، ما سهل عليهم إنجاز عملية الحفر بسرعة». وأضاف المصدر أنه «جرى تدمير النفق بنحو كامل، ما أدى إلى إصابة العشرات من المسلحين الذين اعتُقلوا فور إنجاز العملية».
كذلك، استهدف سلاح الجو ثلاثة مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، طاول أحدها مقر «جيش الإسلام» في مدينة دوما، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، بحسب مصدر ميداني. فيما طاول القصف، أيضاً، مقرين تابعين لـ«جبهة النصرة» في كل من جوبر والمليحة. كذلك استمرت الاشتباكات العنيفة، بنحو متقطع، على الحدود الغربية والشمالية الغربية لمدينة داريا في الغوطة الغربية، ما أدى، بحسب مصادر ميدانية، إلى سقوط عدد من مسلحي «الجيش الحر» في المدينة.

حي الوعر تحت النار

وفي حمص، استأنف الجيش السوري عملياته العسكرية في حيّ الوعر بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات مع مسلحي الحيّ لإخلائه من السلاح والمسلحين الغرباء، واستعادة السيطرة عليه. قوات الجيش تهدف إلى فرض تسوية وفق شروطها، على أن تُطبَّق خلال شهر.
وتطويق الحي مستمر، مع استمرار ضمان إدخال المعونات الغذائية إلى الأهالي الرازحين تحت سيطرة مسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية». وسبق أن أكّدت مصادر ميدانية أول من أمس أن الاتفاق لم يُوافَق عليه، ما يعني أن وقف إطلاق النار قد انتهى، ريثما تستأنف المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة. ولفتت المصادر إلى أن نقاط الخلاف الرئيسية تركّزت على مدة تطبيق الاتفاق، إذ حدد المسلحون جدولاً زمنياً يستغرق 6 أشهر.
وتابع الجيش تقدّمه في الحي بعد اشتباكات عنيفة في «الجزيرة السابعة» المقابلة لمصفاة حمص، على طريق حمص ــ طرطوس. وذكر مصدر ميداني لـ«الأخبار» أنّ «الجزيرة السابعة تحت سيطرة الجيش السوري أساساً، باستثناء برجَين سكنيين على أطراف الجزيرة المذكورة، يتمركز داخلهما قناصو المعارضة». يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار ما سمّاه بعض «كتائب» مسلحي الريف الشمالي عملية «الآن نغزوهم»، التي بدأت منذ أيام في ريف حمص الشمالي. وتمثّلت العملية المذكورة بمحاولات السيطرة على قرية أم شرشوح المجاورة لبلدة تلبيسة الواقعة تحت سيطرة المسلحين. الرد السوري تمثل باستهداف نقاط تجمّع المسلحين في المنطقة المتوترة. وهدفت المعارضة من خلال فتح جبهة أم شرشوح لعرقلة ما يشاع عن تسوية سياسية محتملة مع بعض أقطاب مسلحي المعارضة في الريف الشمالي والشرقي لحمص. كذلك استهدف الجيش مواقع المسلحين في بلدة الرستن (أقصى الريف الشمالي)، بالإضافة إلى قرى مسعدة ورحوم في الريف الشرقي.
وفي درعا، تواصلت الاشتباكات العنيفة في نوى وإنخل في الريف الغربي للمحافظة، ودارت أعنف تلك الاشتباكات ظهر أمس في تل الجموع، بحسب مصدر ميداني. كذلك كثّف سلاح الجو غاراته في الريف الشمالي الغربي للمحافظة، مستهدفاً تجمعات حركة «المثنى الإسلامية». أما في الريف الشرقي، فقد أدت الاشتباكات في بلدة الحراك إلى مقتل تسعة من المسلحين التابعين إلى «لواء شهداء الحرية».
وفي ريف حلب الجنوبي، حيث أحرز الجيش السوري تقدماً واسعاً في الأيام الأخيرة، سيطر ايضاً أمس على تلة القرعة، الواقعة غرب قرية الوضيحي، والمطلة على طريق خان طومان ومعمل البرادات في الجنوب الغربي لريف حلب، حيث إنّ هذا المعمل هو المقرّ الرئيسي لتجمعات المسلحين.

45 قتيلاً في «حرب الإخوة»

وعلى صعيد «الحرب الأهلية الجهادية»، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أمس، مقتل 45 مقاتلاً على الأقل في اشتباكات «الإخوة» أمس الاثنين في دير الزور، ومن بين القتلى «17 من الكتائب و28 على الأقل من الدولة الإسلامية، معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية».