القاهرة | استجابت الأحزاب المدنية وحزب النور السلفي لدعوة رئاسة الجمهورية إلى حضور حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت رفض فيه منافسه الخاسر حمدين صباحي الحضور لتحفظه السابق على نتائج الانتخابات. وبالطبع، لم توجه دعوة لجماعة الإخوان المسلمين ولا إلى الأحزاب المؤيدة لها، مثل الوطن وحزب الأصالة، الفضيلة، الوسط وحزب مصر القوية برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح.
وسجل حفل التسليم، أمس، نسبية في بورصة الغياب والحضور بالنسبة للإعلاميين؛ فمنهم من تلقى دعوات واعتذر، ومنهم من تم تجاهله. في حين وجهت الدعوات إلى ما لا يقل عن ٦٠ فناناً لحضور الحفل الذي شارك فيه حزب النور السلفي، ممثلاً برئيس الحزب، يونس مخيون، وأمينه العام، جلال المرة، على الرغم مما يقال عن خلافات بين السيسي والسلفيين إثر الانتخابات الرئاسية.
أما جماعة الإخوان المسلمين التي لا تعترف بالنظام الحالي، فأكدت من خلال «التحالف الداعم للشرعية والرافض للانقلاب»، عبر مجدي حسين، دعوتها إلى تشكيل مجلس رئاسي مكون من 7 شخصيات ممثلة لكل التوجهات؛ على أن يكون بينهم ليبرالي، ويساري، وقومي، وإسلامي، إضافة إلى ممثل عن المؤسسة العسكرية، وشخصية مستقلة لها خبرة دستورية، ويترأس المجلس الرئيس المعزول محمد مرسي. وتشمل الدعوة، أيضاً، «إلغاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وإلغاء خريطة الطريق وكل ما ترتّب عليها، وعودة دستور 2012، بعد إدخال كل التعديلات اللازمة عليه» وأن يكمل الرئيس المعزول محمد مرسي مدته.
كذلك وجهت الجماعة، رسالة إلى السيسي، أكدت فيها مضيّها في تحركاتها، رداً على أحكام بالإعدام أصدرتها محكمة جنايات شبرا، أول من أمس، بحق عدد من مؤيّديها.


دعت الجماعة إلى تشكيل مجلس رئاسي من 7 شخصيات تمثل كل التوجهات لحل الأزمة

وأوضحت الجماعة في بيان نشرته بالتزامن مع تنصيب السيسي رئيساً، أن «الشعب المصري سيظل في حراكه الثوري السلمي ليسترد حريته وكرامته».
بدوره، المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل الجبهة الديموقراطية، شريف الروبي، وصف لـ«الأخبار» الحفل الصباحي بأنه «فضيحة دولية». كما وصف المتحدث باسم الحركة، التي تجاهلتها الرئاسة أسوة بالإخوان، الحفل بأنه أشبه بـ«عيد الفاتح» الذي كان يقيمه الرئيس الليبي معمر القذافي. وانتقد الروبي أيضاً ما سماه «أسلوب الشحاتة»، الذي تبعه الرئيس في أولى ساعات تسلمه السلطة من شكر مبالغ فيه للملك السعودي في شأن مؤتمر دعم مصر، موضحاً أن السيسي يتبع نفس أسلوب الرئيس المخلوع حسني مبارك.
في المقابل، وصفت الأحزاب الموالية للسيسي ما حصل أمس باليوم التاريخي في حياة مصر.
حزب الوفد، الذي حرص رئيسه السيد بدوي شخصياً على حضور حفل التسليم، أكد عبر عضو الهيئة العليا للحزب، ياسر حسان، الفرق بين تنصيب السيسي رئيساً وبين تنصيب مرسي، قائلاً «نشعر اليوم بفرق بين رئيس دولة يحترم الدولة، وبين مرسي الذي حلف اليمين على مضض وكان رافضاً الوجود في المحكمة الدستورية». وأشاد حسان في حديثه إلى «الأخبار» بوثيقة تسليم السلطة من منصور إلى خليفته السيسي، وهو أمر لم يحدث منذ مئات السنين، كما أوضح أن الرئيسين راعيا في حفل التسليم البروتوكول بحذافيره، على عكس الإخوان الذين خاطب رئيسهم أهله وعشيرته في أول كلمة، فيما وجه السيسي حديثه للمصريين أمة واحدة. ولفت حسان إلى معنى وأهمية نسبة وثقل حجم التمثيل العربي والدولي أكثر، مقارنة بسابقيه من الرؤساء. وفسر حسان دعوة الرئاسة لعدد من أعضاء حركة تمرد ممن ساندوا السيسي في الانتخابات واستبعاد شباب «6 أبريل» بقوله: «إن آراء ووجهات نظر 6 أبريل موالية لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما جعلها في نفس موقعهم، ولا تميل الدولة الجديدة لاستقطابهم».
من جانبه، وصف نائب رئيس حزب المؤتمر، مجدي مرشد، مشهد تسلم السيسي السلطة من المستشار عدلي منصور بالحادث التاريخي، وأكد «أننا نسير في بداية طريق الديموقراطية». وأضاف مرشد في حديثه إلى «الأخبار» إن «مصر تمر اليوم في بداية مرحلة تاريخية جديدة، بعدما سيطر عليها حكم فاشي، هي مرحلة البناء والاستقرار».