لم يقدّم المانحون أيّ تمويل لإعادة إعمار البنى التحتية حتى الآن
بدوره، برّر رئيس اللجنة الحكومية لإعمار غزة، ناجي سرحان، حوادث الغرق التي شهدتها مناطق عدّة في القطاع، بتدمير الاحتلال شبكات تصريف مياه الأمطار. وأوضح سرحان، في تصريحات صحافية، أن «سياسة الحزام الناري التي استخدمها الاحتلال، تسبّبت بتدمير كبير في البنى التحتية». وأشارت إلى أن «المانحين لم يقدّموا أيّ تمويل لإعادة إعمار البنى التحتية للآن»، والتي تحتاج، وفق تقديرات الجهات الحكومية، إلى 50 مليون دولار في المحافظات كافة، 20 مليون دولار منها لمدينة غزة فقط. وفي الاتجاه نفسه، يرى المحامي والناشط في المجال الإعلامي، عبد الله شرشرة، أن «ما جرى في غزة من غرق جماعي، هو وطيد الصلة باستراتيجية إسرائيلية نطلِق عليها استراتيجية الضغط على مراكز المدن»، والتي تعتمد على إلحاق ضرر واسع النطاق بقطاعَي البنية التحتية (الكهرباء، الصرف الصحّي، وإمدادات المياه) والإسكان. ويبيّن شرشرة أن «60% من أضرار عدوان أيار 2021، هي فقط في البنية التحتية والإسكان، وتكلِفتها تتجاوز 292 مليون دولار»، مضيفاً أنه «في غزة لوحدها تضرَّر نحو 130 ألف متر مربّع من الطرق والأرصفة، و1405 من خطوط تصريف مياه الأمطار، كما تضرَّر 14490 متراً طولياً من خطوط الصرف الصحي، و18 مضخّة صرف صحي بين تدمير كلّي وجزئي». ويتساءل: «هل هذه الأرقام صدفة؟»، ليجيب: «بالتأكيد لا (...) هي جزء من استراتيجية الضغط على مراكز المدن، والمرتكزة على فكرة العقاب الجماعي واستدامة الضرر بعد انتهاء الحرب، حيث أنك ستنشغل بآثارها رغم انتهائها، كما يَنتج منها الضغط على الحكومات عبر الضحايا أنفسهم، الذين لن تستطيع الحكومات تلبية احتياجاتهم نتيجة استدامة الضرر».
من جهته، حذر رئيس بلدية النصيرات وسط قطاع غزة، إياد المغاري، من أن «الاحتلال قد يتسبّب في غرق أحياء كاملة بسبب فتْح مجرى وادي غزة»، مُنبّهاً في حديثه إلى «الأخبار» إلى أن «هذا الأمر ينذر بكارثة بيئية، حيث يؤدي فتح السدود إلى فيضان المجرى وغمْر المياه للمناطق والمنازل المجاورة». وأشار المغاري إلى أن البلدية «دعت كافة السكّان المجاورين لمجرى وادي غزة إلى اتّخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، خاصة في المناطق المحيطة كالبريج ووادي غزة والمغراقة والنصيرات»، فيما أفادت المتحدّثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، عزيزة الكحلوت، بأن «العديد من العائلات اضطرّت للنزوح من منطقتَي الأميركية وبركة أبو راشد في شمال قطاع غزة، في حين جرى فتح مدرسة لإيوائهم بموافقة الدفاع المدني، وسيتمّ تزويدهم بالأغراض الأساسية من أغطية ومفارش وأغذية». يُذكر أن فتح السدود لضخّ المياه الفائضة في مجرى وادي غزة، تسبّب خلال السنوات الماضية بغرق مئات المنازل، وهو ما يُخشى أن يتكرّر في الساعات القادمة.