القاهرة | ألقت قوّات الأمن المصريّة القبض على القيادي «الإخواني»، حسام منوفي سلام، المنتمي إلى حركة «حسم»، خلال محاولته الانتقال من السودان إلى تركيا، على متن رحلة «شركة بدر للطيران»، التي كانت في طريقها إلى إسطنبول.وجرى اعتقال سلام بعدما أبلغ كابتن الطائرة، الركّاب، بوجود عطل فنّي يتوجّب هبوطاً اضطرارياً، فور دخول الأجواء المصرية، ليجري إنزال الجميع لدى نزول الطائرة في مطار الأقصر الدولي، حيث اقتيد ثلاثة منهم إلى التحقيق، بينهم حسام، قبل أن يُسمح للاثنين الآخرين بالمغادرة. ووفق مصادر «الأخبار»، تعتقد السلطات المصرية، التي لم تُصدر أيّ بيان رسمي بشأن التوقيف، «أنها لن تواجه أيّ مشكلة أو عبء قانوني، لأنها لم تجبر الطائرة السودانية على الهبوط خلال عبورها الأجواء المصرية، إنّما كان هبوطها اضطرارياً بناءً على طلب الكابتن». وتُضيف المصادر أن «عملية الاعتقال تمّت بعد مراجعة هوية ركّاب الطائرة، عبر اتّباع الإجراءات الخاصّة بالطيران».
وتعرّض سلام للاستجواب من قِبَل الأجهزة الأمنية في مطار الخرطوم، قبل إقلاع الطائرة، وهو ما يعزّز احتمال حصول تنسيق بين الأجهزة الأمنية في البلدين لإتمام العملية، التي جاءت بعد نحو 8 سنوات من هروب سلام من مصر. وكانت الأجهزة الأمنية المصرية تجهل مكان اختباء حسام، الذي غادر إلى السودان بطريقة غير شرعية، ولم يَظهر ما يُفيد بخروجه من هناك خلال الفترة الماضية، فيما جرى تداول أنباء بشأن اختفائه قسريّاً، اعتقاداً من بعض المنظّمات الحقوقية بأنه موقوف لدى سلطات القاهرة. ويواجه سلام، اليوم، اتّهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام، كون السلطات المصرية تَعتبره من كوادر حركة «حسم» المُصنَّفة «إرهابية»، و«متورّطاً» في المشاركة في عمليات اغتيال ثلاثة ضبّاط بارزين، بالإضافة إلى «الاشتراك» في تنفيذ ثلاث محاولات اغتيال، أبرزها طالت مفتي الجمهورية السابق، علي جمعة، بالإضافة إلى «التخطيط» لعدّة عمليات أخرى نفّذتها «حسم»، في السنوات الفائتة. وتتوزّع المحاكمات التي تنتظر سلام، بين القضاء العسكري ومحاكم أمن الدولة والقضاء العادي، فيما يُنتظر البيان الرسمي الذي سيَصدر عن وزارة الداخلية المصرية، في وقت لاحق، لكشف مصيره ومكان احتجازه.
وفي هذا السياق، تقول مصادر رسمية، لـ«الأخبار»، إن سلام «سيواجه اتهامات اعترف ببعضها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال فترة إقامته في الخارج، كما سيخضع للتحقيق لمعرفة شبكة علاقاته واتصالاته المختلفة، ومَن يساعده داخل وخارج مصر»، لافتةً إلى أن «عملية استجوابه والتحقيق معه تجري من قِبَل قيادات أمنية كبيرة، على اعتبار أن سلام من أهمّ الكوادر المقيمة في الخارج». وبحسب المعلومات المتداولة في أروقة السلطة، فإن «بعض الشبّان ممّن تعرّضوا للتوقيف في فترات سابقة من عام 2021، تحدّثوا عن دور حسام في وصْلهم ببعضهم البعض، عبر الخلايا العنقودية، فيما من المتوقّع أن يُسهم الرجل، عبر المعلومات التي سيدلي بها، في كشْف العديد من الشخصيات التي تلعب أدواراً أمنية داخل مصر وخارجها».