مقالات مرتبطة
-
النقب تقارع أحلام بن غوريون بيروت حمود
مأساة الطفل النواتي، هي واحدة من آلاف الحالات المرضية الحرجة في القطاع
«مستشفى النجاح»، الذي يتبع الجامعة التي يرأس مجلس إدارتها رئيس مجلس الوزارء السابق رامي الحمد الله، أصدر تصريحاً ادّعى فيه أنه كان قد أبلغ جهات الاختصاص في وزارة الصحة بوقف استقبال حالات الأورام من القطاع، وكان من المفترض أن تُبلِغ الجهات المسؤولة، عائلة الطفل سليم التي جاءت إلى المستشفى «لكي تُجرّب حظّها». غير أنّ العائلة تؤكّد أنها ذهبت إلى النجاح بموجب «تحويلة طبّية» من وزارة الصحة، فيما قابلت المستشفى «التحويلة» برفْض التجاوب، ولم تجرِ حتى كشفاً طبياً للمريض. وتوضح المستشفى، في بيانها، أنه وبتاريخ 23/ 12، تمّ إبلاغ دائرة شراء الخدمة في المحافظات الجنوبية بقرار وقف استقبال «التحويلات» الصادر في 21/ 12، لتقوم الأخيرة بدورها بإبلاغ عائلة سليم بالقرار، مضيفة أنه بتاريخ 26/ 12 وصل الطفل ووالده إلى قسم «التحويلات» في المشفى، و«أَبلغَنا بعلمه بقرار المشفى بتوقّف استقبال الحالات الجديدة، وغادر الأب والابن المشفى، ولم يكن سليم بحاجة إلى تدخّلات علاجية عاجلة». من جانبها، قرّرت وزارة الصحة، الأربعاء، تشكيل لجنة تحقيق في ملفّ وفاة الطفل للوقوف على جميع حيثيّاته، مؤكّدة «إيلاء العلاج لأهالي قطاع غزة الأهمية القصوى».
مواطنون من الدرجة الثانية
مأساة الطفل النواتي، هي واحدة من آلاف الحالات المرضية التي تعيش الألم مُربّعاً في ظلّ الحصار المفروض على القطاع، وضعف الإمكانيات الطبّية لعلاج أصحاب الأمراض الحرجة. يقول المواطن ناهض أبو علي، في حديثه إلى «الأخبار»: «منذ شهور وأنا أتنقّل برفقة زوجتي من مستشفى إلى أخرى، وفيما لم يستطع الأطبّاء تحديد الحالة المرضية التي تعاني منها زوجتي، سعيْت للحصول على نموذج رقم 1 الذي بموجبه يمكننا الحصول على تحويله للعلاج في مستشفيات الضفة المحتلة، غير أنني أتلقّى ردّاً على التقرير الطبّي بأن الحالة لا تتطلّب العلاج على نفقة الحكومة». ويرى الرجل الخمسيني أن السلطة الفلسطينية تتعامل مع مرضى القطاع على أنهم «مواطنون من الدرجة الثانية».
وكانت وزارة الصحة في رام الله قد أوقفت منذ خمس سنوات علاج مرضى القطاع في مستشفيات الداخل المحتل، ولم تنفق خلال تلك الفترة سوى 16% من الموازنة العلاجية لصالح مرضى غزة، علماً أن حصة القطاع في الموازنة العلاجية تصل إلى 40%. ووجّه «مركز الميزان لحقوق الإنسان»، في نهاية العام الماضي، رسالة إلى وزيرة الصحة، مي كيلة، طالب فيها بتوضيح الأسباب التي أدت إلى الانخفاض في أعداد «التحويلات» الطبية لمرضى غزة، للعلاج خارج المؤسّسات الصحية الحكومية. ووفقاً لرسالة المركز، فقد انخفض المعدّل الشهري لهذه «التحويلات» إلى ما متوسّطه 1670 شهرياً، في الفترة الممتدّة من كانون الثاني وحتى تموز 2021، بعدما بلغ خلال عام 2019، 2790 شهرياً. وأشارت الرسالة إلى ثبات متوسّط «التحويلات» الطبّية لمرضى محافظات الضفة، لافتة إلى أن الانخفاض في حالة غزة يأتي في ظلّ استمرار تدهور خدمات الرعاية الطبية ومحدّدات الحق في الصحة في القطاع.