غزة | بعد تصاعُد الخطر على حياة الأسير هشام أبو هواش، المُضرب عن الطعام منذ أكثر من 141 يوماً، صرّحت المقاومة الفلسطينية، لأوّل مرّة بشكل علني، بنيّتها قصْف مدينة تل أبيب في حال استشهاده، في وقت تواصلت فيه المباحثات بين حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ومع الوسيط المصري الذي سيصل وفده الأمني إلى دولة الاحتلال وقطاع غزة خلال أيام. وكشف مسؤول ملفّ الأسرى في «الجهاد»، جميل عليان، أن الأمين العام للحركة، زياد النخالة، أكد بوضوح أنه في حال استشهاد أبو هواش، فسيُعتبر ذلك عملية اغتيال متعمّدة، وسيكون الردّ عليها بقصف تل أبيب. وجاء هذا في وقت عَقدت فيه «حماس» و«الجهاد الإسلامي» عدداً من الاجتماعات السياسية والعسكرية في القطاع للتباحث في قضية الأسير، حيث تمّ الاتفاق، بحسب مصادر «الأخبار»، على سلسلة خطوات سياسية وميدانية خلال الفترة الحالية، في إطار تصعيد الضغط على العدو لحمْله على الإفراج عن أبو هواش، إضافة إلى سلسلة ردود عسكرية في حال تطوّرت الأحداث وأدّت إلى استشهاد الأسير. وفي الإطار نفسه، أكد مسؤول ملفّ الأسرى في «الجهاد»، جميل عليان، أنه سواءً انتصر أبو هواش أو استشهد، فستكون هناك حالة فلسطينية جديدة كتلك التي أعقبت معركة «سيف القدس» وعملية «نفق الحرية»، معتبراً أن قيادات الاحتلال غير قادرة على اتّخاذ قرار في قضية الأسير، تماماً كحالها في ما يتّصل بصفقة التبادل.
انطلقت في السجون سلسلة خطوات تصعيدية تضامناً مع أبو هواش

وفيما انطلقت في السجون سلسلة خطوات تصعيدية تضامناً مع أبو هواش، تواصلت المباحثات بين الفلسطينيين والوسيط المصري، والتي أكدت خلالها «حماس» و«الجهاد» نيّتهما الذهاب إلى التصعيد في حال لم تنتهِ معاناة الأسير. وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر فصائلية فلسطينية، فإن الوفد الأمني المصري الذي أجرى مباحثات هاتفية مع مسؤولي دولة الاحتلال خلال اليومين الأخيرَين، تناولت قضية أبو هواش، سيصل إلى تل أبيب خلال وقت قريب، ويلتقي مسؤولين إسرائيليين للتباحث معهم في سبل منْع تَجدُّد المواجهة في غزة، قبل أن ينتقل إلى القطاع، حيث سيجتمع بقيادتَي «حماس» و«الجهاد»، وبقيّة الفصائل الفلسطينية. وفي الانتظار، دعت فصائل المقاومة إلى جعل يوم الجمعة المقبل يوم غضب شعبي إسناداً لأبو هواش ورفضاً للاعتقال الإداري، سواءً في غزة أو الضفة أو الداخل المحتلّ أو الشتات، مُحذّرة من أن المساس بحياة الأسير «قلْب للطاولة»، ومطالِبةً السلطة الفلسطينية بالقيام بواجبها تجاه المعتقلين الإداريين، عبر وقْف «التنسيق الأمني» ورفْع اليد الغليظة عن المقاومة في الضفة. وقال القيادي في «حماس»، إسماعيل رضوان، في كلمة باسم الفصائل، إن «الاحتلال استمرأ الاعتداء على الأسرى لأنه لم يلقَ محاسبة من العالم الذي يكيل بمكيالَيْن»، حاضّاً على «تدشين أوسع حملة تضامن معهم». وأشار رضوان إلى أن «قضية الأسرى هي قضية إجماع وطني، وتقف على سُلّم أولويات المقاومة»، مؤكداً أن «الفصائل في حالة انعقاد دائم لبحث موضوع أبو هواش واتّخاذ قرارات بهذا الخصوص»، محمّلاً الاحتلال «المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير».