غزة | تُواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استعداداتها للمواجهة العسكرية المقبلة مع دولة الاحتلال، وسط تقديرات بأن تُقدِم الأخيرة على مغامرة، قد تؤدّي إلى تَفجّر جولة قتال جديدة مع القطاع. وبحسب مصادر فصائلية فلسطينية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن تقديرات المقاومة تشير إلى إمكانية انزلاق العدو إلى مغامرة من هذا النوع، بهدف التهرُّب من الاستحقاقات المطلوبِ منه الوفاءُ بها تجاه الغزّيين، و«هو ما تجهّزت له المقاومة، وأعدّت خُططاً لتوجيه ضربات كبيرة جداً تجاه المدن الرئيسة في دولة الاحتلال». وتُبيّن المصادر أن تلك الخطّط «تشمل توجيه ضربات بمئات الصواريخ المكثّفة ضدّ مناطق حيوية واستراتيجية مختلفة، ضمن الردّ الأوّل على أيّ حماقة قد يرتكبها العدو، بالإضافة إلى مفاجآت أخرى». وكانت المقاومة نقلت، خلال مباحثاتها مع الوسطاء بعد معركة «سيف القدس»، رسائل بالمضمون نفسه، مُحذّرة من أن ردّها سيكون «غير مألوف على أيّ عمل عسكري أو أمني داخل القطاع». في هذا الوقت، تستمرّ، لليوم الثالث على التوالي، فعاليات التدريب المشترك، «الركن الشديد 2»، بمشاركة فصائل المقاومة كافة، فيما تستعدّ الفصائل لتنفيذ مناورة عسكرية كبيرة جنوب قطاع غزة الخميس المقبل، تحاكي سيناريوات مختلفة من المواجهة مع الاحتلال.
تشمل خطط المقاومة توجيه ضربات بمئات الصواريخ المكثّفة ضدّ مناطق حيوية واستراتيجية

في المقابل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أوّل من أمس، أن حكومة نفتالي بينيت حدّدت أولوياتها تجاه قطاع غزة للمرحلة المقبلة، وهي «منْع تعاظم قوّة حركة حماس، وتحقيق الهدوء، وإعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين إلى بيوتهم»، فيما أفاد مصدر أمني إسرائيلي، الإذاعة ذاتها، بأنه لن تتمّ زيادة حصة الغزّيين من تصاريح العمل في الداخل المحتلّ خلال الأسابيع المقبلة، موضحاً أن جهاز «الشاباك» والجيش منقسمان في ما بينهما بشأن هذا الموضوع. في غضون ذلك، كشفت مصادر إعلامية عبرية عن فشل مشروع جيش الاحتلال لدمج روبوتات ذكية ضمن صفوف مقاتليه لخوض المعارك مع القطاع، بما يُقلّل من احتمالات المواجهة المباشرة بينهم وبين مقاتلي المقاومة. وبحسب موقع «واللا» العبري، فإنه «في الصيف الماضي، تفاخرت فرقة غزة (العسكرية الإسرائيلية) علناً بالمشروع الذي يهدف إلى تقليل تعرُّض مقاتلي الجيش قدْر الإمكان لإطلاق نار مضادّ من الجانب الفلسطيني، يتخلّله عادةً إطلاق صواريخ مضادّة للدبّابات أو نيران قنص، وحتى خروج مقاتلين من الأنفاق بالقرب من الحدود، لكن وفقاً لضباط في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، فإن المشروع لا يسير وفقاً للتوقّعات».
من جهة أخرى، حمّل القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي»، محمد شلح، الاحتلال، المسؤولية عن تدهور حياة الأسير هشام أبو هواش، المُضرب عن الطعام منذ 135 يوماً، مُوجِّهاً رسالة إلى قادة العدو بأن «لا تختبروا تهديد سرايا القدس، ليس لدينا أيّ كلام أو مواقف بعد كلام سرايا القدس، وأعتقد أن الرسالة وصلَت».