صنعاء | توازياً مع اقتحام مسلّحين موالين للإمارات، بقيادة الشيخ عوض الوزير العولقي، مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، يوم الأربعاء، استكمل عدد من قبائل محافظة حضرموت محاصَرة المعسكرات التابعة لحزب «الإصلاح» داخل وادي المحافظة وصحرائها، في ما يبدو إيذاناً بنيّة أبو ظبي إنهاء حالة تقاسُم النفوذ مع الحزب في المحافظتَين، والاستئثار بهما وحدها، لمصلحة «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لها. وفي هذا السياق، نَشرت قبائل حضرموت، التي تتّهم حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي بالفساد ومشاركة «الإصلاح» في نهْب ثروات المحافظة، خلال الأسبوع الماضي، المئات من مسلّحيها في مناطق الردود والعليب ووادي العين وعقبة عصم، وصولاً إلى منطقتَي ريدة الصحراوية والخشعة القريبة من آبار النفط التابعة للقطاع 9، وخوّلت تلك النقاط المستحدَثة مهمّة منع مرور الناقلات القادمة من منشأة المسيلة النفطية في وادي حضرموت. كما احتجزت ناقلات أسماك آتية من سواحل المحافظة، في طريقها إلى الأسواق السعودية، بتهمة تهريبها إلى خارج البلاد وحرمان المواطن منها، في ظلّ ارتفاع أسعارها بصورة جنونية.وجاءت هذه الخطوات بعدما عَقد «تكتّل حضرموت الجامع» و«حلف القبائل»، أواخر تشرين الأوّل الفائت، لقاءً في منطقة حرو، طالَبا فيه بتسليم قيادة المنطقتَين العسكريتَين الأولى والثانية، التابعتَين لوزارة دفاع حكومة هادي، لميليشيات «النخبة الحضرمية»، وتفعيل قرار هادي بتجنيد 3000 شابّ من أبناء حضرموت لـ«الدفاع عن المحافظة وحماية أمنها»، وإلزام حكومة المناصفة بدفع مستحقّات حضرموت المتأخّرة، كما بالوفاء بالتزاماتها السابقة بإنشاء محطّتَي كهرباء غازية في كلّ من الساحل والوادي، وإعطاء المحافظة صلاحيّاتها كـ«إقليم مستقلّ بذاته» بما يتوافق مع مخرجات «مؤتمر حضرموت الجامع»، وبَيْع الوقود المستخرج من شركة بترومسيلة بسعر الكلفة للمواطن. ومنَح لقاء حرو، حكومة هادي، مهلةً حتى العاشر من الشهر الجاري لتنفيذ تلك المطالب، لكنّ الحكومة تجاهلت ذلك التهديد، ما دفع القبائل إلى التصعيد مجدداً، في ما بات يُعرف بـ«الهَبّة الحضرمية الثانية». وعلى إثر هذا التصعيد، بدأت مساعٍ قبَلية وأخرى حكومية، لإقناع القبائل برفع النقاط التي نصبتها على الخطوط الرئيسة الدولية الرابطة بين حضرموت والمحافظات الأخرى والتي تصل إلى السعودية، وهو ما رفضته القبائل، لتردّ ميليشيات «الإصلاح» باقتحام بعضٍ من النقاط المُشار إليها في منطقة رسب في مديرية ساه، الأربعاء، واعتقال مسلّحيها، وليأتي الردّ القبَلي على الهجوم «الإصلاحي» بتعزيز بقيّة النقاط بالعشرات من المسلّحين.
كذلك، حاصر المسلّحون القبَليون، الخميس، أحد المعسكرات التابعة لـ«الإصلاح» في صحراء حضرموت، فيما هدّدت قبائل المناهيل، الموالية للإمارات، قوات «اللواء 11 - حرس حدود» باقتحام المعسكر إذا لم تنسحب منه، مُعلِنة تَقدّمها نحوه، ومحاصَرتها منطقة الخالدية في أقصى مديرية رماه المحاذية لمنطقة الخرخير، التي يتمركز فيها اللواء. ووفقاً لمصادر «حضرمية»، فإن قبائل يافع - حضرموت ونوّح وسيبان والمناهيل والصيعر، باتت مجتمعة على رفْض بقاء ميليشيات «الإصلاح» في مناطقها، وهو ما يهدّد بتصاعُد الصراع هناك، خلال الأيام المقبلة.