وعلى رغم تلك الجهود، فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية صناعة عدّة طُرُز من الطائرات المسيّرة التي تجاوزت أدوات الرادار وأنظمة الدفاع الجوي لجيش الاحتلال، واستخدمت عدداً منها خلال معركة «سيف القدس»، وخاصة الطائرات الانتحارية من طراز «شهاب» التي أصابت عدداً من الأهداف على حدود قطاع غزة، بما فيها إحدى منظومات «القبّة الحديدية»، ومصنع للكيماويات، وتجمّع لجنود العدو. إلّا أن الأهمّ، بحسب المصادر الفلسطينية، أن جيش الاحتلال لم يستطع، في كثير من المرّات خلال الفترة الماضية، الوصول إلى طائرات المقاومة خلال تجريبها، كما لم يكتشف بعضها إلّا في نهاية مهمّتها الاستطلاعية. وتؤكد المصادر أن تطوير هذا السلاح وصل إلى مراحل متقدمة، وهو ما يدفع العدو إلى الاهتمام به بشكل دائم ومركّز.
استطاعت المقاومة الفلسطينية صناعة عدّة طُرُز من الطائرات المسيّرة
وفي إطار تطوّرات حادثة أوّل من أمس، تحدّثت مصادر إعلامية عبرية عن أن دولة الاحتلال بعثت عبر الوسيط المصري، برسالة إلى حركة «حماس»، في أعقاب إسقاط الطائرة. ووفق «إذاعة الجيش»، فإن الرسالة الإسرائيلية حذّرت الحركة من تصعيد الأوضاع في قطاع غزة، خصوصاً في ظلّ خشية تل أبيب من ردّ فعل فلسطيني على الحادثة. وكان الناطق العسكري لجيش الاحتلال أعلن أن «وحدة المراقبة الجوّية تابعت الطائرة المسيّرة منذ إطلاقها»، قبل أن يتمّ إسقاطها بواسطة صاروخ من «القبّة الحديدية»، فيما أشار مراسل «إذاعة الجيش»، دورون كدوش، إلى أن الطائرة «حلّقت عالياً للغاية لذلك تَقرّر إسقاطها»، مضيفاً أن الجيش يقدّر أن المسيرّة غير مسلّحة، وكانت مشتركة في طلعة تدريب، وأن هذه لم تكن محاولة هجوم من قِبَل «حماس»، مضيفاً أن هذا أوّل اعتراض لطائرة مسيّرة من غزة منذ المعركة الأخيرة.
وخلال معركة «سيف القدس»، كشفت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن طرازَين من الطائرات المُسيّرة الجديدة، هما «شهاب» الانتحارية و«الزواري» التي نفّذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف العدو ومواقعه خلال المعركة. وقبل شهرين، كشفت «القناة العبرية الثانية» أن «كتائب القسام» أطلقت خلال معركة «سيف القدس»، من جنوب القطاع، طائرة انتحارية مسيّرة لاستهداف منظومة «القبّة الحديدية» القابعة على الحدود مع غزة، وتحييدها وإخراجها من الخدمة، كي تتمكّن صواريخ الفصائل من ضرب أهدافها من دون اعتراض.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تابعة للاحتلال، أمس الثلاثاء، أن الدبابات الإسرائيلية تمركزت بكثافة في عدّة مواقع عند السياج الحدودي مع القطاع، بعد اعتراض جيش العدو الطائرة المسيّرة، خشية ردّ فلسطيني على هذا الاستهداف.