القاهرة | لا يزال السباق الانتخابي مستمراً بين مرشحَي الرئاسة المصرية، وذلك بعد مدّ اللجنة العليا الانتخابات ليوم آخر بعد أن كان المدّ فقط للعاشرة مساء الثلاثاء. هكذا يبقى يوم لتبدأ عملية الفرز التي ستحدد من سيكون رئيساً لأكبر دولة عربية، على الأقل من حيث عدد السكان.
اختلافات كثيرة فرقت بين المرشحين الرئاسيين، ليست أيديولوجية فحسب، بل أيضاً اختلاف ظهر جلياً من حيث إدارة الحملة، وتعاملات كل منهما.
لم يخرج المشير من عزلته، هكذا فضل المرشح الذي تقول كافة استطلاعات الرأي إنه سيفوز بالانتخابات الرئاسية أن يقضي أول يومين من الانتخابات مكتفياً بالإدلاء بصوته في لجنته الانتخابية مع الدقائق الأولى لفتح صناديق الاقتراع باليوم الأول.
الرجل الذي يقول إنه يحترم القانون، لم يقف في الطابور، فأفراد الحراسة الخاصة التابعون له أطاحوا المواطنين الذين حاولوا الاقتراب منه، بينما فضل المغادرة سريعاً بعد الإدلاء بصوته وتخطيه طابور الناخبين وتعطيل عمل اللجنة خلال فترة وجوده. كذلك لم يسمح للإعلاميين بالاقتراب من حملته في الفيلا الفارهة في منطقة غرب الشويفات بالقاهرة الجديدة، وفضل أن يكتفي بالمتابعة من الداخل من دون ضجيج إعلامي.
يأتي هذا في الوقت الذي التزم فيه حمدين صباحي المرشح المنافس، قواعد اللجنة العليا للانتخابات، والقانون، ملتزماً الطابور الانتخابي ودوره. ومن الطرائف التي صادفت صباحي أثناء إدلائه بصوته، رفض أحد المواطنين من مؤيدي السيسي أن يتقدمه صباحي وهو ما قابله بابتسامته العريضة المشهور بها، قائلاً: «بما إني واحد منكم، هقف في الطابور زيكم».
حرص صباحي على التواصل مع الإعلاميين عقب الإدلاء بصوته، ولم يمنعه حراسه من مقابلة أو التحدث مع المواطنين أو سائل الإعلام بمختلف أنواعها، على عكس منافسه. حراس صباحي أنفسهم يرون أن مهمة تأمينه صعبة للغاية، لكونه مرشحاً دائم الوجود بين المواطنين، ولا يسمح لأي من حراسه بمنع المواطنين من الاقتراب منه، للحديث معه، أو التصوير، حسبما أوضحت مصادر لـ«الأخبار».

السيسي لا يخرج، وحرس صباحي يشتكون تساهله مع المواطنين
ولا يزال مقر حملة السيسي حتى اليوم يرفع شعار ممنوع اللمس أو الاقتراب، إلا للقطات فوتوغرافية محدودة ودقائق فيديو قليلة، سمحت الحملة بتصويرها داخل الفيلا، بينما لم تسمح بلقاء المشير بعد ساعات طويلة قضاها الإعلاميون على أبواب الفيلا التي يُفتَّش الوافدون إليها 4 مرات والتحقق من هويتهم.
الفيلا التي أقام فيها المشير لمتابعة الانتخابات لم يسمح فيها إلا بوجود دائرة ضيقة من الأشخاص، كانت تدير عملية التواصل ميدانياً مع المندوبين في المحافظات. كذلك أعلنت الحملة وجود حالات لتوجيه الناخبين في بعض اللجان لمصلحة المرشح المنافس حمدين صباحي، وقيام أنصار جماعة الإخوان المسلمين بدفع 500 جنيه للمقاطعين، لخفض أعداد المشاركين في العملية الانتخابية. وفي المقابل، فتحت أبواب مقر حملة صباحي لوجود الإعلاميين.
ورغم تأكد تفوق السيسي بفارق واضح عن منافسه، إلا أنه رغب في الحصول على عدد أصوات يفوق الذي حصل عليه الرئيس المعزول محمد مرسي في جولة الإعادة بانتخابات 2012 والذي تجاوز 13 مليون صوت، الأمر الذي دفع المقربين منه إلى التعبير عن غضب السيسي من التراجع في نسب الإقبال.
الصحافي مصطفي بكري القريب من المؤسسة العسكرية، قال في تصريحات تليفزيونية: «السيسي مايستاهلش مننا كدة، وإذا نجح المشير بنسبة مشاركة ضعيفة سيُصاب بإحباط شديد، وقد يعتذر عن منصب رئيس الجمهورية»، فيما يسعى أنصار الإخوان لترويج أنهم السبب الحقيقي وراء عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات التي يصفونها بأنها «مسرحية هزلية بين البطل والكومبارس».
من جانبه، عقب المتحدث باسم حملة صباحي على تصرفات حملة منافسه بالقول: «إن نواح الفضائيات، واتهامات للشعب بأنه ناكر للجميل لأنه لم ينزل رغم كل الأسابيع التي تحولت فيها تلك الفضائيات إلى أبواق في اتجاه واحد، وصلت إلى حد اتهام القضاة واللجنة العليا بالانحياز، هو أمر مرفوض جملة تفصيلاً».
وعولت حملة صباحي على الشباب الذين ناشدتهم عبر مختلف وسائل الإعلام، والفضاء الإلكتروني، المشاركة في العملية الانتخابية لمصلحة مرشحهم، وأكدت في بيان لها أمس أن مرشحها «ما زال طرفاً قوياً في المنافسة الانتخابية»، مطالبة شباب مصر بأن «يخرجوا اليوم بأعداد كبيرة ليحسموا المعركة لمصلحته». ​وذكر البيان أن الحملة تؤمن إيماناً تاماً بأن أصوات الشباب التي ستخرج هي التي ستحسم المعركة في شكل نهائي.