غزة | تزامناً مع المباحثات التي تجريها قيادة حركة "حماس" في القاهرة، واستعداد وفد رفيع المستوى من حركة "الجهاد الإسلامي" للقاء المصريين، تصاعدت الدعوات الفلسطينية لمواجهة قرار محكمة الاحتلال السماح للمستوطنين بأداء صلوات تلمودية داخل المسجد الأقصى، في وقت حذّرت حركة "حماس"، العدو، من أن عدم تراجعه عن هذا القرار، يعني تفجيراً للوضع من جديد. وتتزامن الخطوة الإسرائيلية الجديدة مع حلول ذكرى مجزرة المسجد الأقصى، والتي ارتكبتها قوات العدو بحقّ المرابطين عام 1991، وراح ضحيّتها 22 فلسطينياً، كما أصيب 200 آخرون، بعدما انتفضوا في وجه محاولات المستوطنين المتطرّفين تأدية طقوس تلمودية في ساحة المسجد، ووضع حجر أساس للهيكل المزعوم.وبحسب ما علمت "الأخبار" من مصادر في "حماس"، فقد حذرت الحركة، العدو، من الانتهاكات التي ترتكبها سلطاته في مدينة القدس المحتلّة، ولحق ذلك إبلاغها المصريين بأن قرار محكمة الاحتلال السماح بصلوات تلمودية للمستوطنين في الأقصى، سيؤدّي إلى تفجّر الأوضاع مجدّداً، ويقوّض الجهود التي تقودها القاهرة لتثبيت التهدئة. وأكدت الحركة أنّ هناك إجماعاً فلسطينياً على مواجهة هذا القرار، مهما كان الثمن، وأن تنفيذه من قِبَل سلطات العدو يمثّل تحدّياً سيواجهه الفلسطينيون بكلّ ما يملكون من قوة. كذلك، ذكّرت "حماس"، المصريين، بأن هناك تعهّدات أميركية بالحفاظ على التنظيم المعمول به في المسجد، وعدم السماح بإحداث تغيير فيه، منبّهة إلى أن تلك التعهّدات تمثّل ورقة قوّة للمصريين للضغط على الاحتلال، قبل تحرّك الفصائل بشكل فعلي، خصوصاً أن الأخيرة تَعتبر الخطوة الإسرائيلية الجديدة بمثابة تحرّك لتقسيم المسجد الأقصى، زمانياً ومكانياً، وهو ما ترفضه وستحارب لمنعه. من جهتها، حذّرت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان لها، الاحتلال من تبعات قراره، فيما علمت "الأخبار" أن الحركة وضعت قضية القدس، وما يجري من انتهاكات فيها، على رأس مباحثاتها التي سيجريها وفدها الذي يصل القاهرة، خلال أيام.
أدّى نحو 50 ألف مصلٍّ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط إجراءات عسكرية مشدّدة


في هذه الأثناء، انطلقت دعوات للرباط في المسجد الأقصى، لمنع تنفيذ قرار محكمة الاحتلال، في وقت أدّى نحو 50 ألف مصلٍّ صلاة الجمعة هناك، أمس، وسط إجراءات عسكرية مشدّدة من قِبَل العدو على أبواب الحرم، إضافة إلى تعمّد إعاقة وصول العديد من الفلسطينيين إلى الأقصى، وتفتيشهم والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال احتجزت المئات من أهالي الضفة المحتلّة في منطقة باب العمود، ومنعت عدداً منهم من الوصول إلى المسجد.
في غضون ذلك، حذّرت هيئات ومرجعيات إسلامية في القدس من خطوة الاحتلال الأخيرة، معتبرة إيّاها انتهاكاً صارخاً لقدسية المسجد الأقصى، واستفزازاً واضحاً لمشاعر المسلمين حول العالم. ويستبطن القرار الجديد، بحسب الهيئات الإسلامية، محاولة لتمرير المخطّطات المبيّتة لتهويد المسجد، وتغيير الوضع الديني التاريخي والقانوني القائم فيه. وشدّدت الهيئات والمرجعيات على أن "المسجد الأقصى المبارك، بكلّ ساحاته ومصلياته وأروقته فوق الأرض وتحتها، هو مسجد إسلامي كامل للمسلمين وحدهم لا يقبل القسمة ولا الشراكة، وهو جزء من عقيدة كلّ مسلمي العالم، ولا يخضع لأيّ قانون وضعي".
وعلى المستوى الرسمي، بعثت وزارة الخارجية الفلسطينية رسائل متطابقة إلى ثلاثة مسؤولين أمميّين، أمس، بشأن سماح إسرائيل للمستوطنين بأداء "الصلاة الصامتة" في المسجد الأقصى. وبحسب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية، فقد بعث مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الرسائل إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، مندوب كينيا، مايكل كيبوينو، ورئيس الجمعية العامة، عبدالله شاهد.