تُقبل الحكومة العراقية على جدل حامٍ وحاسم، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والمطالبة بالإصلاحات التي لم تتحقق إلى الآن. فقد أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي نيّته إجراء تعديل وزاري مرتقب، في وقت كشف فيه النائب عن كتلة "بدر" النيابية محمد كون حميدي أن قبة مجلس النواب ستشهد، خلال شهر شباط المقبل، استجواباً لثلاثة وزراء هم وزير الدفاع ووزير المالية ووزير النقل والمواصلات.
وقال حميدي إن "هذه الاستجوابات تأتي بناءً على طلبات مسببة ومعززة بوثائق قدمت إلى رئاسة مجلس النواب التي وافقت عليها"، معتبراً أن "تلك الاستجوابات تؤدي إلى إطاحة عدد من أركان الحكومة الحالية".
العامري: لو علمت أن البديل سيكون "القاعدة" أو "النصرة" أو "داعش" لوقفت وقاتلت مع صدام ضدهم

وكان عضو اللجنة المالية في مجلس النواب هيثم الجبوري قد أعلن، الأحد، استكمال إجراءات استجواب وزير المالية هوشيار زيباري في البرلمان، فيما كشف عن تقديمه 14 مقترحاً إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، أخيراً، لحل الأزمة المالية التي تشهدها البلاد.
وقد جاء تأكيد العبادي أمس على أن "لا صحة لما يُتداوَل من ترشيق للحكومة، بل هناك تعديل وزاري"، رداً على ما أفادت به مصادر إعلامية نقلاً عن بعض التسريبات عن تغيير وزاري مرتقب في حكومة العبادي، تشمل تولي وزير التعليم حسين الشهرستاني منصب وزير الخارجية بدلاً من إبراهيم الجعفري، واستبدال وزير المالية هوشيار زيباري بنائب رئيس الوزراء السابق روز نوري شاويس.
وقالت هذه المصادر إنه "قد يتم تغيير وزير الداخلية محمد الغبان برئيس كتلة بدر النيابية قاسم الأعرجي، مع دمج وزارة الكهرباء مع النفط في وزارة واحدة، ووزارة النقل مع وزارة الاتصالات على أن يتولى حسن الراشد هذا المنصب، وتولي رئيس كتلة الحل النيابية محمد الكربولي منصب وزارة التجارة، وإلغاء وزارة الشباب والرياضة وتحويلها إلى هيئة بعد نقل صلاحياتها للمحافظات".
في غضون ذلك، تدرس الحكومة والبرلمان العراقيان خيارات حرجة لتدارك تداعيات الأزمة المالية، التي خلّفها انخفاض أسعار النفط. ولمواجهة هذا السيناريو الحرج، تعتزم اللجنة الاقتصادية استضافة محافظ المصرف المركزي لتدارس الحلول المتاحة، على ما أفاد به موقع "المدى برس" نقلاً عن اللجنة المالية في البرلمان.
وفيما أكدت اللجنة المالية أن السنة الحالية ستكون سنة صعبة على الحكومة والمواطن، رجّحت اللجوء إلى بيع عقارات الدولة وإصدار أذونات خزينة، معربة في الوقت ذاته عن تفاؤلها بعودة أسعار النفط إلى الارتفاع مع منتصف العام الحالي.
في سياق آخر، أكد زعيم منظمة "بدر" هادي العامري، أن تنظيم "داعش" ما زال قوياً ويحتفظ بقدرته التعبوية في تجنيد المقاتلين من مختلف أنحاء العالم، رغم الضربات التي توجه إليه في العراق وسوريا. وقال العامري في مقابلة مع وكالة "رويترز" في بغداد: "أنا عارضت صدام حسين أكثر من عشرين عاماً، وأنا شخصياً لو أعرف بأن بديل صدام حسين سيكون القاعدة أو النصرة أو داعش، لكنت أقف وأقاتل مع صدام حسين ضد هؤلاء".
ومجيباً عن سؤال بشأن مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، قال إنه يعتقد بأنه "ما زال حياً وموجوداً في العراق". كذلك اتهم المملكة العربية السعودية ودولاً خليجية أخرى بدعم "داعش" بالمال والسلاح. وأيضاً، اتهم تركيا بتسهيل مرور العديد من المتطوعين في صفوفه إلى العراق وسوريا وتسهيل عمليات بيع وتهريب النفط والآثار.
من جهة أخرى، أكد العامري أن تشكيلات "الحشد الشعبي" لا تريد الدخول إلى مدينة الموصل أو باقي المدن السنية، التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم، مفضلاً تطويقها من الخارج وترك مهمة القتال لطرد أفراد التنظيم لأهل هذه المدن.