القاهرة | «الصمت أبلغ من الكلام أحياناً»، هكذا قطع الإعلامي وائل الأبراشي صمت المشير عبد الفتاح السيسي رداً على سؤال الإعلامية لبنى عسل له عن موقفه من حزب الله، وما إذا كان ينتظر منه أفعالاً لا أقوالاً لتحسين العلاقات مع مصر. عشرون ثانية تقريباً التزم فيها المشير الصمت، ممتنعاً عن الخوض في تفاصيل عن التحالف الإقليمي الذي يضم إيران وحزب الله وحماس. قال إنه لا يرغب في التطرق إلى هذا الأمر في الوقت الحالي، رغم حديثه الممتد لأكثر من 4 ساعات في قضايا مختلفة.
كانت المرة الأولى التي لم يعط فيها السيسي إجابة صريحة عن سؤال متعلق بالشأن الخارجي، رغم أنه خلال لقاءاته القليلة الماضية تحدث بإيجابية عن طهران. سبق أن أكد «عدم وجود خلاف مع الشعب الإيراني، لكن على السلطة أن تتجنب تهديد الأمن القومي العربي والبعد عن محالبة بسط النفوذ على الخليج». المشير الذي أكد أن الجيش المصري في خدمة دول الخليج، في إشارة إلى تدخل قوات الجيش في أي «عدوان إيراني على دول الخليج»، ربما تجنب الخوض في التفاصيل مع دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى زيارة المملكة في الوقت الذي يراه مناسباً، في خطوة اعتبرها بعض المحللين السياسيين بداية للتقارب السعودي مع طهران. ورغم انخفاض مستوى التمثيل الديبلوماسي بين مصر وإيران منذ الثورة الإيرانية، واستضافة الرئيس الراحل أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي، إلا أن هذه العلاقات شهدت تحسناً كبيراً خلال حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي تبادل الزيارات مع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد والاتفاق على رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي إلى مستوى السفراء. لكن عزل مرسي إثر ثورة 30 يونيو أوقف التقارب بدرجة كبيرة، ما أثر في قطاعات عديدة كان يفترض أن تستفيد من التقارب، منها القطاع السياحي الذي أوقف الرحلات السياحية للإيرانيين. اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري وأحد المقربين من المشير السيسي، قال لـ«الأخبار» إن صمت المشير عند الحديث عن حزب الله «أمر مرتبط بأن لديه صورة ذهنية سلبية عنه ولديه الكثير من علامات الاستفهام حوله»، مؤكداً أن السيسي «لا يحب أن يتحدث بسلبية عن أي منظمة أو دولة مهما كان خلافه معها». وأضاف بخيت أن «عمل السيسي مديراً للمخابرات الحربية أكثر من ثلاثة سنوات أتاح له فرصة الاطلاع على العديد من الملفات المهمة وتوازنات المنطقة وخرائطها»، مشيراً إلى أن «عقلية السيسي في التعامل مع الملفات الخارجية مرتبطة بالاعتماد على علاقات مصر مع الدول وممثليها الرؤساء المنتخبين، لا أحزاب أو حركات سياسية مهما بلغ حجمها أو قواتها، وهي نفس سياسة الاعتدال التي انتجهتها مصر في علاقاتها الدبلوماسية».
وأشار إلى أن «نظرة السيسي لدول الخليج لها اعتبارات مرتبطة بالأمن القومي المصري والدور التاريخي لدول الخليج في دعم المصريين خلال الفترة الماضية»، نافياً أن «تكون هذه العلاقة هي سبب اتخاذه موقفاً من العلاقات مع إيران وحماس وحزب الله لاعتماده على سياسة المصالح المشتركة في سياسته الخارجية، وأنهم عليهم إيجاد مساحة للحوار والمصالح المشتركة مع الدولة المصرية». وأكد أن «نظرة السيسي إلى حزب الله وحركة حماس ستكون مرتبطة دائماً بطبيعة علاقاتهم الرسمية بالدولة»، مشيراً إلى أن «موقف حماس من المصالحة التي أقرت أخيراً مع حركة فتح وانخراطها في السلطة الفلسطينية الشرعية وإنهاء سيطرتها المنفردة على قطاع غزه ستختلف عن استمرار الوضع كما هو الآن، وهو نفس الأمر بالنسبة إلى حزب الله وطبيعة علاقته بالحكومة اللبنانية».