تسارعت وتيرة المعارك في لبيبا أمس، وعلا صوت الرصاص فوق ميدان البلاد التي أنهكها التفلت الأمني الذي تعيشه منذ إطاحة نظام معمر القذافي. نجح اللواء خليفة حفتر في العودة إلى المشهد السياسي بقوة أمس، بعدما كان قد فشل في السيطرة على الحكم في شباط الماضي. اللواء المتقاعد الذي ادعى أنه يحارب «الإرهاب» الإسلامي في بلاده، فيما نفى أن ما يقوم به حالة انقلابية، أظهر أمس نواياه الحقيقية بالرغبة في السيطرة على البلاد مع إعلان «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده بوقف عمل البرلمان وتكليف لجنة الستين بالمهام التشريعية والرقابية بشكل محدود. خطوة حفتر لا يمكن النظر إليها دون إغفال التطورات التي ترافقت مع تدهور الوضع الأمني في ليبيا. فالخطوة الجديدة التي بدأها حفتر يوم الجمعة ترافقت مع دعوات دولية لمواجهة الخطر الناتج من الأوضاع في ليبيا، كما تزامنت مع نشر قوات المارينز قوات في جزيرة صقلية تحسباً لاي تطورات، فيما حشدت الجزائر 40 ألف جندي من قواتها لمواجهة تداعيات الأحداث.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العقيد مختار فرنانة، في بيان تلاه عبر قنوات تلفزيونية ليبية، أنه تم «تجميد عمل المؤتمر الوطني العام.
واضاف ان الجيش قرر ايضا تكليف لجنة الستين لصياغة الدستور التي انتخبت في شباط الماضي «بالقيام بالمهام والاختصاصات التشريعية في اضيق نطاق ممكن، وكذلك الاختصاصات الرقابية على اداء حكومة الطوارئ الموقتة والاشراف، بالاشتراك مع المفوضية العليا للانتخابات على انجاز الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية في مواعيدها».
كما قرر الجيش، بحسب فرنانة، تكليف الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني «بالاستمرار في اداء المهام اللازمة للادارة العامة باعتبارها حكومة طوارئ، وتكليفها بالاشراف على الجيش الوطني والشرطة والاجهزة والمؤسسات الامنية والضرب بيد من حديد على قوى التطرف والارهاب والاجرام وضمان الاستقرار».
وأكد البيان أن «الشعب الليبي لن يقبل أن تكون بلاده مهداً للإرهاب والمتطرفين، وأنهم استعادوا السلطة من يد من فرط بالأمانة». وأعلن أن «ما تم من حراك في طرابلس، الأحد، ليس انقلاباً على السلطة، بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبي». وكانت قوات اللواء حفتر قد أعلنت اعتقال رئيس البرلمان نوري أبوسهمين، وستة من أعضاء البرلمان، بعيد اقتحام «قوات الصاعقة والقعقاع»، مقر البرلمان واستهداف مقر الحكومة.
كما أعلنت قناة ليبيا الرسمية اختطاف وكيل وزارة الصحة، حسين الرحباني.
كما أعلن رئيس الهيئة العليا للعزل السياسي، الهلالي السنوسي، أن مسلحي «الصواعق» و«القعقاع» اختطفوا 10 موظفين من مبنى الهيئة في طرابلس وسرقوا وثائق هامة خاصة بمن يشملهم قانون العزل، كما أحرقوا أجزاء من المبنى.
فيما ذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الليبية، أن هدوءاً حذراً شهدته مدينة طرابلس ليلة أمس، بعد اشتباكات مسلحة استمرت عدة ساعات في محيط المؤتمر الوطني العام استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وشهدت بنغازي التي أطلق منها اللواء حفتر معركته يوم الجمعة الماضي لمواجهة ما سماه إرهاب المجموعات الإسلامية معارك قاسية في نهاية الأسبوع.
وقال اللواء خليفة حفتر، إن «معركة الكرامة هي استجابة لنداء الشعب الليبي». وأعلن حفتر في بيان صحافي مسجل بثته قنوات فضائية أول من أمس، أن «عمليتنا ليست انقلاباً ولا سعياً الى السلطة ولا تعطيلاً للمسار الديموقراطي»، مضيفاً إن «هذه العملية هدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب» من ليبيا وإنه «استجاب لنداء الشعب». وكان رئيس الحكومة المكلف أحمد معيتيق قد استعجل تأليف حكومته التي قدم تشكيلتها إلى البرلمان أمس، في محاولة لمواجهة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، بعد شهرين عاشت خلالهما البلاد بلا حكومة فعالة.
(الأناضول، أ ف ب، رويترز)