يعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو الإسرائيلي مأساة مركّبة تأكل من أعمار المئات منهم، ما بين أحكام عالية وأحكام اعتقال إداري من دون محاكمات. وعلى مدار السنوات التي تلت عام 1967، اعتقلت إسرائيل أكثر من مليونَي فلسطيني، ليبقى منهم اليوم خلف القضبان قرابة 5000 أسير، من بينهم 225 طفلاً في معتقلات عوفر (غربي رام الله) ومجدو والدامون (شمالي فلسطين المحتلة)، و600 مريض (حتى مطلع تموز)، معظمهم حالات مزمنة بحاجة إلى علاج مستمرّ ورعاية صحّية حثيثة، فضلاً عن أحد عشر أسيراً مصاباً بالسرطان، من بينهم فؤاد الشوبكي (82 عاماً)، أكبر المعتَقلين سنّاً. وعلى قائمة الأسرى، أيضاً، 43 أسيرة من بينهنّ 15 أمّاً، وسبع جريحات يقبعن في سجن الدامون، علماً أن عدد الأسيرات منذ عام 1967 فاق 16 ألف امرأة.

كذلك، ارتفع عدد المعتقلين الإداريين، أخيراً، إلى نحو 540، بفعل الحملة التي شنّها جيش الاحتلال قبل نحو ثلاثة شهور للتأثير في الانتخابات الفلسطينية التي كان مزمعاً إجراؤها آنذاك.
وتعتقل دولة الاحتلال 86 فلسطينياً منذ ما قبل توقيع «اتفاق أوسلو» (عام 1993)، ويطلَق على هؤلاء «قدامى الأسرى»، ومن بين أبرزهم المعتقلان كريم يونس، وماهر يونس، اللذان أمضيا نحو 38 عاماً في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى نائل البرغوثي، الذي أمضى أطول فترة اعتقال تصل إلى 40 عاماً. أمّا عدد الأسرى الذين تجاوزت فترة اعتقالهم 20 عاماً متواصلة، فقد بلغ 62 أسيراً يُعرفون بـ«عمداء الأسرى»، فيما المحكومون بالسّجن المؤبّد لمرّة واحدة أو لعدّة مرات يبلغ عددهم 543، أعلاهم حُكماً عبد الله البرغوثي (67 مؤبّداً). وتشير المعطيات، أيضاً إلى استشهاد 226 فلسطينياً في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967، بينهم 73 بسبب التعذيب، و69 جرّاء الإهمال الطبي، و75 بالقتل العمد، و7 بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم من حرّاس السجون. وتُواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثث 7 من هؤلاء الشهداء، وهم أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، الذين استشهدوا في عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر، في العام المنصرم.