خلافاً للتوقّعات، وبعدما بدأ التمهيد ميدانياً لعملية عسكرية في درعا، استجابت اللجنة الأمنية والعسكرية الحكومية لمطالب وفد الوجهاء والعشائر، الذي حضر من جميع أنحاء المحافظة الجنوبية لإقناع الدولة السورية بإتاحة فرصة جديدة أمامهم للتباحث مجدّداً مع قادة الفصائل المسلّحة في تنفيذ ما يسمّيه مفاوضو الحكومة «خارطة الطريق» السورية ــــ الروسية للحلّ السلمي. وجاء ذلك عقب إعلان «اللجنة المركزية» التي كانت تفاوض باسم المسلحين طوال الشهور الماضية، انهيار المفاوضات، وإطلاق «النفير العام»، على لسان المتحدث باسمها، عدنان المسالمة.
وعقب وقف لإطلاق النار حدّدته قيادة الجيش السوري بثلاث ساعات فقط تبدأ عند الساعة 12 ظهراً وتنتهي عند الثالثة، عُقد اجتماع أمس، ضمّ شخصيّات عسكرية سورية رفيعة المستوى، وممثّلين عن «اللواء الثامن - تسوية» الذي يتزعّمه أحمد العودة، وشيوخ عشائر محلية، وشخصيات من الصف الثاني في «اللجنة المركزية»، ممّن لم يتبنّوا إعلان المسالمة الأخير. وبعد مداولات كان قد سبقها اجتماع عُقد مساء أول من أمس في الملعب البلدي في درعا، وافق ممثلو الحكومة على دخول وفد الوجهاء وشيوخ العشائر وأعضاء «المركزية» إلى أحياء درعا البلد لمحاولة إقناع المسلحين الرافضين للتسوية بضرورة الانخراط فيها وإعادة تفعيلها، وذلك إثر تقديم أعضاء الوفد تعهّدات بإنهاء ملف درعا سلمياً، ووقف القتال على كامل المحاور، وتحديداً محور البِحار الاستراتيجي إلى الجنوب الشرقي من درعا البلد، والذي يتجمّع فيه معظم قيادات المسلحين. ويكشف مصدر أمني، لـ«الأخبار»، أن «القوى الأمنية السورية تبلّغت الاستعداد لأيّ طارئ يتعلّق بإعادة تفعيل الاتفاق الأخير»، مضيفاً أن «المسلحين إن وافقوا على العودة لتطبيق الاتفاق، فإن ذلك لن يُعلن مباشرة، إنما بعد اجتماعات ستُعقد مع كامل ممثّليهم، واجتماعات منفصلة مع الجانب الروسي الضامن لاتفاق 2018».
في هذا الوقت، خرج القيادي في فصائل درعا مؤيّد الحرفوش، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليدعو إلى «نصرة درعا وأهلها»، في إشارة منه إلى رفض التفاوض، والتمسّك بالمواجهة العسكرية. وكان الجيش السوري قد نشّط الجبهات قبل الإعلان عن «الهدنة» ظهر أمس، لتندلع أعنف المواجهات على اتجاهات طريق السدّ والبِحار والكازية داخل درعا، فيما تراجعت وتيرتها على محور القبّة. وبحسب تصريح مدير مشفى درعا الوطني بسام الحريري، إلى «الأخبار»، فإن «عدداً من المصابين المدنيّين والعسكريين تمّ إدخالهم الى المستشفى لتلقّي العلاج نتيجة إصابتهم بشظايا القذائف التي أطلقتها المجموعات المسلحة على مناطق متفرّقة من درعا».