تعمل وكالات الاستخبارات الأميركية مع نظيراتها في الشرق الأوسط وأوروبا لتتبع نشاط «داعش» و«جبهة النصرة»، ورصد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا، بحسب ما ذكر الكاتب الأميركي ديفيد أغناسيوس في صحيفة «واشنطن بوست» أمس.
وفي مقالة تحت عنوان: «كابوس في سوريا قد يستهدف الولايات المتحدة»، يفيد الكاتب بأنّ «هذه الجهود» أوصلت الى رسم خريطة تقريبية للشبكات «الجهادية»:
من بين نحو 110 آلاف مجموع مقاتلي المعارضة في سوريا، تستحوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على ما بين خمسة آلاف و10 آلاف مقاتل، و«جبهة النصرة» من خمسة آلاف إلى ستة آلاف، و«جماعة متشددة» تسمى «أحرار الشام» من 10 آلاف إلى 15 ألفاً. وحسب المعلومات، فإن بين 10 آلاف و15 ألف مقاتل أجنبي انضمّوا للمعارضة، وهؤلاء قدموا من دول مثل الشيشان وأوستراليا وليبيا وبلجيكا والولايات المتحدة. وينقل أغناسيوس عن استخباريين أنّ القلق بشكل خاص هو إزاء 1500 من المقاتلين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية، والتي تسمح لهم بالسفر بحرية في جميع أنحاء القارة وبدخول الولايات المتحدة بسهولة نسبية.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، يمكن لـ«داعش» أنّ تنفذ هجوماً خارج منطقة الشرق الأوسط قريباً، و«تمّ تعطيل العديد من المحاولات». لكن المحللين يعتقدون أنّ المجموعة تركز الآن على المعارك داخل سوريا والعراق، بحسب الصحيفة.
وفي السياق، حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية، جيمس كلابر، أمس، من عدد متزايد من المقاتلين الأجانب في سوريا. وقال، أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس، إنّ «جبهة النصرة» تريد مهاجمة الولايات المتحدة، «وتدرّب عدداً متزايداً من المقاتلين القادمين من أوروبا والشرق الأوسط وحتى أميركا». وأضاف إن «هناك حوالى 26 ألف مقاتل يعدّون من المتطرفين العاملين في سوريا من مجموع 75 ألفاً إلى 110 آلاف مقاتل». ولفت إلى أنّ الصراع في سوريا اجتذب «نحو سبعة آلاف من المتطوعين الأجانب من نحو 50 بلداً».
وفي موازاة ذلك، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية رسمياً قيادييْن في مجموعات مسلحة في سوريا على قائمة «الارهابيين العالميين»، هما السعودي عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني والعراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي.
وقالت الوزارة إنّ «الجهني ينتمي إلى مجموعة من مسؤولي القاعدة البارزين، والتي تم تشكيلها لضرب اهداف غربية خارج سوريا، وتخفيف التوترات بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة». أما القادولي، فقالت الوزارة إنه «مسؤول بارز في تنظيم الدولة الاسلامية».
(الأخبار)