أكثر ما يخشاه الحلبيون هو أن يبقى وضع الكهرباء على ما هو عليه حتى بعد إصلاح المحطّة الحرارية
من جهة أخرى، تبدو تعبئة الخزانات المنزلية بالمازوت قبيل حلول الشتاء، حلماً لا يجرؤ على تخيّله أحد. فتكلفة ليتر المازوت، إن وجد في السوق السوداء، وصلت إلى 3 آلاف ليرة سورية، علماً أن تعبئة الخزانات تحتاج إلى ملايين الليرات، في حين أن كمّية مخصّصات الأسر من المازوت بالسعر المدعوم تكفي أسبوعين كحدّ أقصى. ما العمل إذاً؟ «سنفترش البطّانيات ونشعل الحطب إذا تمكنّا من شرائه، طالما أنه لا يمكننا الاعتماد على بدائل المازوت من الغاز والكهرباء للتدفئة»، يقول حسام لـ«الأخبار»، وهو ربّ أسرة مكوّنة من طفلين. على أن أزمة المحروقات لا تقتصر آثارها على التدفئة فقط، بل انعكست تبعاتها بوضوح على أسعار المواد الاستهلاكية والمعيشية، ما دفع الكثير من العائلات إلى اختصار أصناف موائدها. وعلى الرغم من محاولات ضبط الأسعار وتنظيم الكثير من الضبوط التموينية بحق مَن يخالف التسعيرات المحدّدة، إلا أن فوضى الأسعار تظلّ طاغية على المشهد، فيما لا تزال الحلقة بين المنتج والمستهلك مفقودة، ولا سيّما أن لكلّ منهما همّه.
ماذا ينتظر الصناعيّون؟
يقول أيمن عزيزي، أحد صناعيّي حلب، إن «إلزام الصناعيين بتأمين بيانات جمركية ذات صيغ محدّدة، للمواد الأولية التي نستخدمها في صناعاتنا جعلنا نشتغل كالحرامية... في حين أن الأقمشة التي أستخدمها في صناعتي هي أقمشة مستوردة، تدخل إلى البلاد بطرق مختلفة». ويضيف، لـ«الأخبار»، أن «القيود المفروضة ومنع استيراد الكثير من المواد الداخلة في الصناعة يعيقان عمل أيّ ورشة أو مصنع». وبحسب رأي عزيزي، فإن «رفع القيود عن المواد الأولية والسماح بدخول أصناف كثيرة إلى البلاد هما الحلّ الأمثل، فضلاً عن أن تسهيل آليات الصناعة والتجارة في حلب لا شك أنه سينعكس على دول الجوار التي ربّما ستتّجه إلى سوريا لشراء منتجاتها نظراً إلى رخص الأسعار وتوفير تكاليف الشحن بالمقارنة مع استيرادهم من الصين مثلاً».
عضو غرفة صناعة حلب، محمد صباغ، يوافق أيمن عزيزي الرأي حول أهمية إعفاء الصناعيين من الرسوم الجمركية المفروضة على المواد الأولية، متحدّثاً إلى «الأخبار» عن ضرورة الاعتماد على المنتَج الوطني، ولا سيّما في عقود الجهات الحكومية. ويقول: «ننتظر من الحكومة الجديدة دعم جميع الصناعات بعائدات التصدير بشكل غير مباشر عند الشحن والشحن الجزئي، ونحن بحاجة من الوزارات المعنيّة بالصناعة والتجارة إلى أن تتّخذ إجراءات غير اعتيادية وقرارات شجاعة ومبتكرة، ولا سيّما في إيجاد أسواق جديدة لدى الدول الصديقة، مع تسهيل تأمين الفيَز للصناعيين إلى الدول الصديقة بهدف الترويج لمنتجاتهم وإعادة المنتج السوري إلى موقعه عالمياً». ويضيف: «ننتظر من الحكومة الجديدة أيضاً دعم قطاع النقل والمساعدة على حلّ مشكلة ارتفاع أجور نقل البضائع، والتي باتت معضلة يعاني منها تجّار وصناعيّو حلب بشكل متفاقم».