وسط أنباء عن تشكيل وشيك لـ«غرفة عمليات مشتركة» تدير معارك «الحلفاء» ضد «داعش» في محافظة دير الزور، قام الأخير بمحاولة لتحييد المجموعات المسلحة داخل مدينة دير الزور، عبر إعلامها بنيّته «دخول المدينة لقتال النظام دون التعرض للفصائل الأخرى هناك». ورغم أن المجموعات لم تُصدر موقفاً من هذا الإعلام، غير أن الرفض هو المرجّح، سيما أن ممثلين عن مجموعات دير الزور اجتمعوا صباحاً بـ«الهيئة الشرعية القضائية».
وأوضح مصدر في «الهيئة» لـ«الأخبار» أن المجتمعين قرروا «تحييد المدينة عن أي صراع خارجها»، وأنهم سيعتبرون «أي فصيل يقحم المدينة في الصراع خصماً لجميع الفصائل، وستتم مقاتلتُه». وتوافق الجميع على أن «الهيئة الشرعية القضائية هي الجهة المعترف بها من كل فصائل المدينة. وعلى أي فصيل يريد دخول المدينة أن يحصل على إذن منها».
«جبهة النصرة» وحلفاؤها أعلنوا، من جهتهم، «بدء عملية عسكرية لطرد داعش من البادية السورية، وفتح طريق إمداد للكتائب التي تقاتل في دير الزور». وافتتحت «النصرة» حرب مفخخات، عبر تفجير سيارة على حاجز تابع لـ«داعش» في قرية الحسينية (ريف دير الزور الغربي)، أوقعت خمسة قتلى، وأتبعتها بتفجير سيارة على حاجز قرب قرية الواحة (ريف دير الزور الشمالي)، موقعة عشرة قتلى. وفي وقت متأخر من ليل أمس، أفادت مصادر ميدانية معارضة عن قيام «قائد جبهة ثوار سوريا» جمال معروف بـ«إرسال إمدادات من مئات المقاتلين لإخوته مجاهدي النصرة والجبهة الإسلامية».
وبالتزامن، شهدت محافظة الرقة تطوراً بارزاً، حيث سُجل تحرّك لافت للجيش السوري، أدى، حسب بعض الأهالي، إلى دخوله بلدة انباج في الريف الجنوبي. وتقع البلدة في الطريق بين أثريا (ريف حلب الجنوبي الشرقي) ومطار الطبقة العسكري، ما قد يؤشر إلى وجود مساع لفتح الطريق نحو المطار المحاصر. لكن مصادر ميدانية معارضة أكدت أن الجيش «دخل البلدة وانسحب منها بعد أن رفع العلم هناك».
على صعيد آخر، تجددت المعارك بين «داعش» و«لواء ثوار الرقة» في الريف الغربي لمدينة تل أبيض. وأكدت مصادر «داعش» أنه استعاد السيطرة على قرى سبق أن خسرها. ووفقاً للمصادر، «سيطر التنظيم أيضاً على سبع قرى جديدة، وأهمها أحيمر الأكراد». وأدت المعارك إلى سقوط خمسة قتلى في صفوف «داعش»، و15 قتيلاً في صفوف «ثوار الرقة»، من بينهم «القائد العسكري للواء» جمال طباع، الملقب بـ«أبو ذياب».

سيارة مفخخة في مساكن العرين

وفي وقت تستمر فيه المعارك في الغوطة الشرقية، هزّ أمس تفجير سيارة مفخخة حيّ مساكن الحرس الجمهوري، العرين، قرب قدسيا شمالي دمشق. واستشهد في التفجير الذي تبنّاه «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» 7 مدنيين وجرح العشرات. في موازاة ذلك، لا يزال حي جوبر يشهد اشتباكات عنيفة في أطرافه الشرقية والجنوبية. مصادر عسكرية قالت لـ«الأخبار» إن «استمرار الاشتباكات في جوبر من شأنه أن يستنفد قوى المسلّحين، مثلما جرى في المليحة الشهر الفائت، وهذا الأمر من شأنه تسهيل دخول المشاة إلى هذا الحي». وفي المليحة، تستمر المواجهات في البساتين الشمالية للبلدة، حيث قتل «عدد كبير من مسلّحي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، بحسب ضابط في الجيش السوري. ويضيف أنه «أوكل المسلّحون إلى هذا التنظيم عرقلة تقدّم الجيش نحو عمق الغوطة، فيما توجّهت التنظيمات الأساسية إلى حي جوبر، حيث تجري المعركة الفاصلة بالنسبة إليهم». وفي مخيم اليرموك، توقفت عملية توزيع المساعدات بعد إطلاق النار على قوافل المساعدات عند دخولها. وبعد انحسار سقوط قذائف الهاون خلال الايام الماضية، سقطت أمس قذيفة على حي باب توما، بالقرب من جامع الرسلان، أدت إلى جرح 6 مدنيين.
وفي حلب، نجحت جهود أهلية في الوصول إلى اتفاق يُنهي مأساة الانقطاع التام للمياه. وبدأ ليلاً ضخ المياه إلى خزانات المدينة الرئيسية، تمهيداً لبدء الضخ نحو الأحياء بدءاً من صباح اليوم. في وقت تتواصل فيه الاشتباكات في عدد من المناطق، وسجّل مقتل القائد العسكري في «الجبهة الإسلامية» «أبو أحمد الحموي».