ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حالة من التأهب تسود القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل مع افتتاح جولة المفاوضات بين إيران ودول 5+1 في فيينا أمس، التي من المقرر أن تبدأ خلالها صياغة الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الإيراني. وقال موقع «ذا بوست» الإخباري العبري إنه برغم رسائل الطمأنة الأميركية، فإن تل أبيب تشعر بالقلق الكبير من احتمال أن تقبل الدول الست العظمى بحل تسووي لقضية تخصيب اليورانيوم في إيران.
وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن هذا القلق من خلال توقعه أن يتيح الاتفاق لإيران الاحتفاظ بغالبية قدراتها النووية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ليبرمان قوله خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس، أنه يرجح أن الدول الكبرى ستتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي حتى شهر أيلول المقبل، مضيفاً «أتوقع أن تحتفظ إيران بغالبية قدراتها في المجال النووي في ختام التفاوض بين الجانبين».
واستبق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، افتتاح جولة المفاوضات في فيينا بتأكيده أن «الاتفاق الذي تتم بلورته سيئ وهو يعني انتصار سلطة الإرهاب». وقال نتنياهو في مستهل اجتماعه في طوكيو مع وزير الخارجية الياباني إن إسرائيل «تدرك الخطر الذي تشكله أنظمة همجية تسعى إلى التزود بأسلحة نووية، وإذا أراد المجتمع الدولي مواجهة تهديد الإرهاب النووي، فعليه التأكد من عدم اكتساب إيران القدرة على تطوير أسلحة نووية كونها الراعية الأساسية للتنظيمات الإرهابية». وفي إطار الجهود الإسرائيلية للدخول على خط المفاوضات، توجه وزير الشؤون الاستخبارية والممثل الشخصي لنتنياهو في الملف النووي الإيراني، يوفال شطاينطس، إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يجتمع بمسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن شتاينتس سيواكب من واشنطن مفاوضات فيينا وسيمارس ضغوطاً مكثفة على الجانب الأميركي لمنع حصول أي تسوية في مجال تخصيب اليورانيوم. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شطاينطس قوله إن «إيران تحاول إنقاذ مشروعها النووي وكذلك اقتصادها. من الممنوع إبقاء آلاف أجهزة الطرد المركزي في إيديهم والسماح لهم بالوصول إلى دول حافة نووية يمكنها أن تطور قنبلة نووية خلال أقل من عام». وأضاف «نحن نعمل بجهد كبير لكي لا يرضخ العالم للأحابيل الإيرانية». وفي السياق، كشف مراسل الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أمس أن الاستخبارات الأميركية تعتقد جازمة بأن الإيرانيين قريبون جداً من امتلاك قدرات نووية عسكرية.
وذكر فيشمان أن الاستخبارات الأميركية عرضت في كانون الثاني الماضي تقريراً أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس يتضمن تقديرات بشأن المشروع النووي الإيراني، جاء فيها أن طهران باتت تمتلك قدرات علمية وتقنية وصناعية لتصنيع سلاح نووي. وبحسب الكاتب، أرفق التقرير بشهادة لرئيس الاستخبارات القومية الأميركية، جايمس كلابر، يقول فيها إن إيران قادرة على بناء صواريخ ذات قدرة على حمل سلاح ذري في اللحظة التي ترغب فيها. وإذ لفت الكاتب إلى دلالة الكشف عن هذه الشهادة في توقيت يتزامن مع المحادثات التي تجريها الدول العظمى الست مع إيران، رأى أن الأميركيين «يئسوا من إمكان أن ينجحوا في وقف المشروع النووي العسكري الإيراني تماماً وهم يبحثون عن آلية تضمن رقابة وثيقة مدة سنوات طويلة كي لا تفاجئ إيران العالم فجأة بتفجير نووي خفي».