اقترب الجيش السوري من اعلان السيطرة الكاملة على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، وذلك بعد نحو شهر من العملية العسكرية التي جرت خلالها استعادة اللواء 82 وكتيبة النيران وعدة أحياء من المدينة.
وسيطر الجيش على معظم أحياء المدينة بعد معارك عنيفة مع الفصائل المسلحة التي حاولت استقدام تعزيزات باستمرار لمنع الجيش من السيطرة على المدينة الاستراتيجية. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش بات يسيطر على 90% من المدينة حيث باتت الاشتباكات محصورة في بعض أجزاء الحيّ الغربي الذي سيطر الجيش على معظمه، مشيرا إلى ان السيطرة الكاملة قد يجري اعلانها في اي لحظة نتيجة هروب المسلحين من مواقعهم. وكان الجيش قد استأنف عمليته داخل الشيخ مسكين بعد أيام من التوقف لأسباب تتعلق بتغيّر خطة الهجوم بعد التعزيزات الكبيرة التي استقدمها المسلحون وفشلهم في استعادة النقاط التي سيطر عليها الجيش، وفقاً للمصدر. وعاود الجيش هجومه على مناطق سيطرة المسلحين من عدة محاور، وجرى خلاله السيطرة على خط امدادهم على طريق الشيخ مسكين ــ ابطع، والسيطرة نارياً على طريق الامداد الآتي من نوى. وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة ان معظم مجموعات «حركة المثنى» و«جيش اليرموك» انسحبت من مواقع رباطها على جبهة الشيخ مسكين، واقتصرت المواجهة على مجموعات صغيرة سقط لها العديد من القتلى. واعترفت الفصائل المسلحة عبر ناشطيها الاعلاميين بأن المدينة باتت بحكم الساقطة عسكرياً.
وفي حلب، سيطر الجيش على بلدة عين الحنش جنوب تل حطاب في الريف الشرقي، ويقترب من قرية عين الذهب حيث تدور اشتباكات عنيفة في مواجهة مسلحي «داعش» الذين فجّروا عدة مفخخات لعرقلة تقدم الجيش. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ سلاح الجو نفذ سلسلة غارات على مواقع مسلحي «داعش» على محاور الاشتباك، وإضافة إلى استهداف العربات التي تتحرك على طريق الامداد الآتي من المحطة الحرارية ومدينة الباب.
وفي اللاذقية، يتابع الجيش عملياته العسكرية في الريف الشمالي بعد سيطرته على بلدة ربيعة الاستراتيجية في جبل التركمان. وقال مصدر ميداني إن الجيش انهى عمليات التمشيط والتثبيت داخل البلدة وواصل تأمين محيطها، التي ستستمر وصولاً إلى الحدود التركية من جهة وريف ادلب الغربي من جهة اخرى. وأشار المصدر إلى أنّ الجيش تمكّن من ضبط مخابئ بداخلها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومصانع للعبوات الناسفة والقذائف.
وفي حماة، استعاد الجيش السيطرة على نقطتين في محيط بلدة معان شمالي شرق حماة كان قد انسحب منهما قبل يومين خلال هجوم عنيف للمسلحين. وقال مصدر ميداني إنّ المسلحين هاجموا حاجزي الخيمة والمدجنة في محيط معان في ظروف جوية يصعب الرؤية فيها، ودارت اشتباكات عنيفة في محيط النقطتين، اضطر خلالها القادة العسكريون الى الطلب من عناصرهم الانسحاب الى نقاط خلفية حفاظاً على أرواحهم لصعوبة رصد تحركات المسلحين نتيجة الضباب الكثيف الذي حيّد عمل سلاحي الجو والمدفعية. وأشار المصدر إلى ان الجيش السوري استعاد النقطتين فور تحسن الظروف الجوية.