القاهرة | لا تزال مصر تعيش الخوف قبل الانتخابات الرئاسية، فالدوائر الرسمية تشير إلى أن التصعيد يمكن أن يصل الى مداه الأعلى في الأيام المقبلة، وهذا ما تؤكده عبر التقاطها مضامين رسائل مشفرة تقول إن عناصر الجيش ضبطوها خلال دورية مسؤولة عن محاربة الإرهاب قرب جنوب سيناء.
تضيف مصادر أمنية إنها لم تغفل عن «ملاحقة عناصر إرهابية، منهم أعضاء يتبعون لجماعة الإخوان المسلمين عقب 30 يونيو». من هؤلاء، القيادي الإخواني محمود عزت الذي تقول إن له «دوراً تخريبياً ضد مؤسسات شرطية وعسكرية عبر عمليات تفخيخية تدبر بواسطة جماعة أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر، لكن الهدف إظهار قوة الإخوان على الأرض».
وتشير المعلومات الأولية في التحقيق مع المقبوض عليهم الى أن بحوزتهم خرائط لمواقع سيادية، إضافة إلى منزل الرئيس المؤقت عدلي منصور والمرشح الرئاسي حمدين صباحي، في حين أن المخطط هو إشعال الحرب داخلياً بين القوى السياسية المصرية لتصدير مشهد الفوضى على أنه السائد في مصر.
وتوضح تلك المصادر لـ«الأخبار» أن «التكتيكات الجديدة التي تتبعها العناصر الإجرامية تنبئ بدخول مصر في مرحلة جديدة من الحرب، فحواها إيذاء الأطراف المتضادة في البلاد وتصفية قياداتها لإلصاق التهم بالمواطنين من كل الأطياف». الرسالة الأولى التي استطاعت الأجهزة الأمنية تحليلها كانت تقضي وفق قولها باستخدام الأطفال في سيناء لتنفيذ عمليات تفجيرية ضمن واعز الانتقام لذويهم الذين قبض عليهم أو قتلوا جراء اشتراكهم في أعمال فوضى مسلحة، مع استخدام قليل للمرأة. أما الرسالة الثانية، فجاءت عن «استهداف صغار رجال الشرطة والجيش وقتلهم أو خطفهم لمبادلة رموز الإخوان القابعين في السجون بهم، في حين أن الثالثة كانت حرق كل ما يمكن من الأراضي الزراعية، وخاصة المحاصيل الاستراتيجية، فضلاً عن المصانع والمحال الصغيرة ودور السينما وبعض المؤسسات السيادية، بشرط استخدام وسائل بدائية لإشعال النيران حتى يبدو الحريق على أنه ليس بفعل فاعل». ومن ضمن ما يمكن استهدافه وفق الرسالة الأخيرة محطات الكهرباء المنتشرة في البلاد، وتعطيل كابلات الإنترنت، واستهداف السد العالي، وتدمير منصات الفضائيات التي تبث موجاتها الموزعة في مناطق مختلفة في العاصمة والمحافظات الأخرى. وتقول المصادر إن هذا يخطط له بجانب توسيع رقعة المواجهة مع الأمن لإنهاكه مثلما يحدث الآن في جامعات مصر وبعض الميادين العامة في القاهرة والإسكندرية والجيزة، «مع الدفع بالعناصر التكفيرية للتحرك إلى أسفل صوب المناطق السياحية والأكثر حساسية وتأثيراً».
وتختتم بالإشارة إلى الحديث عن مخطط لاستهداف المشير عبد الفتاح السيسي للحيلولة دون إتمام الاستحقاق الثاني لخريطة المستقبل التي أعلن عنها السيسي في 3 تموز الماضي والخاص بانتخابات رئاسية تتبعها انتخابات برلمانية.
ويأتي الكشف عن هذه الرسائل في ظل تواصل الهجمات وإن خفّت وتيرتها على ثكن وكمائن الجيش في سيناء، لكن التطور الأبرز والسيناريو المخيف هما سلسلة الانفجارات التي هزت القاهرة ومدناً أخرى قبل أشهر، ما يؤثر على الاستقرار الداخلي توجساً من تكرار نماذج مشابهة خلال الانتخابات.