بينما تحدثت كبرى وكالات الأنباء العالمية عن نجاة وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد من محاولة اغتيال، نفى مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فارس السقاف الحادثة التي قيل إنه تعرض لها أمس في جنوب البلاد، حيث يتابع الجيش حملة واسعة ضد تنظيم «القاعدة ».
وتواترت مصادر أمنية أخرى بالإفادة أن مسلحي «القاعدة » هاجموا الموكب الذي كان يضم أيضا رئيس الاستخبارات اللواء علي حسن الأحمدي، ورئيس الشرطة العسكرية اللواء عوض مجور العولقي، حينما كانوا عائدين من محافظة أبين إلى شبوة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابة أو مقتل من كانوا في الموكب، عقب الكمين الذي استمر 15 دقيقة.
وكان أحمد قد تعهد في بيان صدر عنه قبل محاولة الاغتيال اجتثاث مسلحي القاعدة من اليمن وكسر شوكتهم، فيما تستمر الحرب البرية والجوية التي أعلنها على التنظيم العالمي منذ عشرة أيام، وتصاعدت حدتها بعد الإعلان عن مقتل القيادي فيه شايف محمد سعيد الشبواني.
وتصنف السلطات اليمنية الشبواني بأنه أحد أخطر قادة « القاعدة في شبه جزيرة العرب»، وأبرز المطلوبين أمنيا، وذلك للاشتباه في تورطه باغتيالات استهدفت رجال أمن، وكذلك في عمليات خطف للأجانب .
كذلك أعلنت السلطات مقتل عدة قادة في القاعدة من جنسيات آسيوية وأفريقية، إضافة إلى ستة سعوديين منذ إطلاق الحملة العسكرية ضد التنظيم، كما أكد مصدر عسكري مقتل القيادي خالد العديني المكنى بـ«الذباح »، والمتهم « بالاعتداء على عدد من الضباط وأفراد الأمن».
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع أن الجيش استعاد السيطرة على مدينة عزان في شبوة، وهي أحد أهم معاقل القاعدة هناك، وكانت منطقة استراتيجية للتنظيم، كما كانت تجمعا للمسلحين الذين يفرون من أبين.
وعلى خلفية التطورات الأمنية في اليمن، شددت البعثات الدبلوماسية الغربية إجراءاتها الأمنية بعد هجمات سابقة شنها تنظيم القاعدة على الأجانب.
ويقول مراقبون إن للسعودية دورا كبيرا في هذا التصعيد، وتتلاقى مع معلوماتهم، أقوال وزير الدفاع نفسه، الذي أشاد بالتعاون مع المملكة على جميع المستويات «وخصوصا في ما يتعلق بالتنسيق في مكافحة الإرهاب».
وكان أحمد قد صرح لصحيفة سعودية أمس بأن «الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني على مسلحي القاعدة في المرحلة الراهنة تعبير عن إرادة قيادته السياسية، وإرادة الخير للأشقاء والأصدقاء، شركاء اليمن في مواجهة هذه الآفة العالمية، التي لا تمثل تهديدا لليمن فحسب، بل تهديدا مباشرا للمنطقة والعالم أيضاً».
يذكر أن وزير الدفاع تعرض لخمس محاولات اغتيال على الأقل منذ ديسمبر كانون الأول 2011، عندما أُلّفت حكومة جديدة في اليمن بعد تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة.
في تطور لاحق وخطير، قُتل 5 جنود واحتجز آخرون أمس في هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم من القاعدة على حراسة دار الرئاسة في صنعاء. وأكدت مصادر أمنية مختلفة وشهود عيان أن الهجوم تحول إلى تبادل لإطلاق النار ومواجهات استمرت أكثر من 20 دقيقة، مشيرة إلى مقتل 3 من المهاجمين.
وسبق هذا الهجوم أن أصيب 11 شرطيا من قوة خاصة بحماية المنشآت وكبار الشخصيات في حي داخل عاصمة يضم السفارتين البريطانية والقطرية، وذلك بانفجار عبوة استهدف حافلة كانت تقلهم.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)