صنعاء | لم تشهد جبهات جنوب مأرب وغربها أيّ انحسار للقتال مع اقتراب عيد الأضحى، إذ لا تزال المعارك على امتداد خطوط التماس في الجبهات الجنوبية والغربية والشمالية الغربية للمدينة، على أشدّها. وامتدّت المواجهات، في خلال الساعات الـ48 الماضية، من أطراف البَلق القِبْلي إلى مناطق الدشوش والعطيف والتومة السفلى عند تخوم مركز المحافظة، فيما دارت معارك عنيفة بين الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» من جهة، والقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من جهة ثانية، في الجبهة الصحراوية الشمالية الواقعة بين محافظتَي مأرب والجوف. وأفادت مصادر قبلية، «الأخبار»، بشنّ قوات صنعاء أعنف هجوم على قوات هادي وميليشيات «الإصلاح»، منذ فجر السبت وحتى فجر الأحد، في مختلف الجبهات المتقدّمة غرب مدينة مأرب وشمال غربها. ونفت المصادر «وجود أيّ بوادر تهدئة من قِبَل الطرفين خلال عطلة العيد»، مشيرةً إلى أن «طرفَي القتال استقدما المزيد من التعزيزات خلال الأيام الماضية لمواصلة المعركة». وأشارت إلى أن «جبهات جنوب المحافظة شهدت هدوءاً في حريب والجوية وشرق مديرية رحبة، ولكن المواجهات عادت لتشتعل مرّة أخرى في شرق مركز مديرية رحبة وشماله، على إثر قصف طيران التحالف مناطق سبق لقوات هادي أن خسرتها الأسبوع الماضي».ومع تكثيف الغارات الجوية، امتدّت المواجهات، خلال الساعات الماضية، إلى أطراف منطقتَي رحوم والصدارة وأطراف جبل شانق، وصولاً إلى منطقة الخرفة في حيد آل أحمد في جبل مراد. ووسط تكتّم من جانب قوات هادي، كشفت مصادر قبلية في محافظة شبوة (شرق)، السبت، عن مقتل العشرات من المقاتلين الموالين لحزب «الإصلاح» - معظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية - في قصف صاروخي مجهول ومركّز استهدف تعزيزات عسكرية لهم أُرسلت بتوجيهات من قيادة القوات السعودية التي تتّخذ من مطار مدينة عتق - عاصمة شبوة - مركزاً لها، لتعزيز جبهات جنوب مأرب. ووفقاً للمصادر، فقد تعرّضت تلك التعزيزات لقصفٍ صاروخي أدّى إلى سقوط 45 بين قتيل وجريح، عقب وصولهم إلى مديرية جبل مراد.
دفع الضغط الذي تفرضه قوات صنعاء عند تخوم مأرب قوات هادي إلى إعلان حالة استنفار قصوى


ودفَع الضغط العسكري الذي تفرضه قوات صنعاء عند محاور تخوم مدينة مأرب، منذ أوّل من أمس، قوات هادي، إلى إعلان حالة استنفار قصوى، استدعت على إثرها تعزيزات عسكرية من محافظات الجوف وشبوة والبيضاء. وقالت مصادر محلية في محافظة البيضاء إن القيادي السلفي، لؤي الزامكي، الذي يقود معسكر «اللواء الخامس - مشاة» في مديرية مودية في محافظة أبين، والذي يتواجد حالياً في مديرية الصومعة، وجّه كتيبةً عسكرية مدعّمة يصل قوامها إلى 300 عنصر، بالانتقال إلى مأرب للدفاع عن المدينة بوجه تقدُّم محتمل للجيش و»اللجان». وأشارت المصادر، التي أكدت انحسار معركة الصومعة خلال اليومين الماضيين، إلى أن رئيس أركان حرب لواء الزامكي، عبد ربه الأصبحي، انسحب، فجر الثلاثاء، من جبهة طياب مع كتيبة عسكرية، عائداً إلى مأرب عبر طريق بيحان في محافظة شبوة.
في غضون ذلك، دانت «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» في العاصمة صنعاء، تعرُّض أسيرين من أسرى الجيش و»اللجان» للذبح على يد من سمّتهم «العناصر التكفيرية» في محافظة البيضاء. وقالت اللجنة، في بيان صدر عنها السبت، إنه «عُثر على الأسيرين بعد تحرير مديريتَي الزاهر والصومعة مقطوعَي الرأس»، معتبرةً أن «هذا السلوك الإجرامي الذي لم يسبق له مثيل، يضع مصداقية المجتمع الدولي الذي يدّعي محاربة الإرهاب على المحكّ، ويكشف بجلاء أمام الرأَيين المحلي والدولي ارتباط تحالف العدوان، ومن ورائه أميركا، بعناصر الإرهاب في اليمن». من جانبه، نشر تنظيم «القاعدة» مقطعاً مصوّراً للجريمة، فيما توعّد مصدر عسكري في صنعاء بملاحقة تلك العناصر وإنزال الجزاء الرادع في حقّها على ما اقترفت بحقّ الأسيرَين محمد أحمد مرشد طواف، وصقر غانم راشد المالكي. وفي الإطار نفسه، طالب نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، حكومة هادي وحزب «الإصلاح»، بتسليم مرتكبي الجريمة إلى حكومة صنعاء، قائلاً، في تغريدة، إن «العناصر الذين أعدموا أسيرين ذبحاً بالسكين موجودون في مدينة مأرب بعدما فرّوا من البيضاء، ومن المؤسف أن تصبح هذه المدينة الأبيّة ملاذاً آمناً للقاعدة»، مضيفاً: «نتمنّى ضبط القَتَلَة وتسليمهم للدولة في صنعاء، وإغلاق معسكرات القاعدة في مأرب، فشعبنا المقاتِل في حالة غضب ولن يهدأ له بال ما دام في ربوع أرضه بقيّة من إرهاب».