صنعاء | احتدمت المواجهات، خلال اليومين الماضيين، بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من جهة، والقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من جهة ثانية، في نطاق مديرية رغوان، ثاني أكبر مديريات محافظة مأرب، والتي تمتدّ مساحتها من شمال غرب المدينة، إلى الجبهات الشمالية الواقعة بالقرب من منطقة صافر النفطية. جاء ذلك في أعقاب خَرْق قوات هادي هدنةً قبلية تمّ التوقيع عليها مطلع آذار 2020، بين قوات صنعاء، وبعض من زعماء قبائل رغوان، قضت بالتزام الجيش و«اللجان» بعدم مهاجمة مناطق المديرية التي جرى تحييدها من المواجهات. وبموجب الاتفاق الذي وقّعت عليه قبيلتا آل مروان والشداودة، كبرى قبائل رغوان، والذي صمد لأكثر من عام، قبل أن تخرقه قوات هادي، منحت صنعاء أبناء المديرية حقَّ حمايتها وإدارتها أمنياً.إلا أنه لم يكن لتحويل عدد من مناطق مديرية رغوان إلى منطلق لعمليات قوات هادي وميليشيات حزب «الإصلاح»، تأثير يُذكر على مسار المواجهات في الجبهتَين الغربية والجنوبية الغربية، اللتين تراجعت فيهما المناوشات في اليومين الماضيين. وعزت مصادر مطلعة هذا التراجع إلى تمكُّن الجيش و«اللجان» من عزْل الجبهتَين بعضهما عن بعض، والتحكّم بطرق الإمداد لكل جبهة على حدة، وهو تكتيك عسكري أثبت، وفق المصادر، نجاعته في معركة السيطرة على العاصمة صنعاء في 21 أيلول عام 2014. من جهتها، أفادت مصادر قبلية، «الأخبار»، بأن المواجهات التي تدور بين الجيش و«اللجان» من جهة، وقوات هادي من جهة ثانية، وبغطاء جوي يؤمّنه طيران «التحالف» فوق مدينة أسداس، مركز مديرية رغوان، جرت فجر يوم أمس من المسافة الصفر، لافتةً إلى فشل قوات هادي في استدراج خصومها إلى منطقة النضود جنوب المديرية، بعد تمكُّن قوات صنعاء، بمساعدة القبائل التي تقاتل إلى جانبها، من محاصرة جبهات رغوان المفتوحة. واحتدمت المواجهات، بحسب المصادر، عند تخوم أسداس والصفراء وآل ناجي وآل مروان وآل شعفان، فيما دارت معارك عنيفة في أم الأساحل، بعدما سيطر الجيش و«اللجان» على منطقة أم جمعان الصحراوية غرب رغوان. وقالت المصادر إن قوات هادي دفعت بكل ثقلها العسكري إلى جبهات رغوان، في محاولة منها للعودة إلى معسكر ماس الذي سقط تحت سيطرة الجيش و«اللجان» منتصف تشرين الثاني الماضي. وكان معسكر ماس يمثّل حامية عسكرية لكلّ جبهات شمال غرب مأرب، قبل سقوطه من يد قوات هادي التي ادعت، قبل أيام، أنها تخوض مواجهات في منطقة الجفرة الواقعة جغرافياً في نطاق مديرية مدغل الخاضعة لسيطرة الجيش و«اللجان»، والتي يديرها أبناء مأرب الموالون لصنعاء.
تمكّن الجيش و«اللجان الشعبية» من إحراز تقدُّم عسكري جديد غرب معسكر الخنجر


في هذا الوقت، تمكّن الجيش و«اللجان» من إحراز تقدُّم عسكري جديد غرب معسكر الخنجر، وتحديداً في جبهة خب والشغف التابعتين لمحافظة الجوف. وقالت مصادر عسكرية إن قوات هادي فقدت السيطرة على مواقع وتباب عسكرية غرب المعسكر الواقع تحت سيطرة صنعاء، خلال مواجهات تكبّدت في خلالها الأولى خسائر بشرية. ونشر مركز «الإعلام الحربي» في صنعاء مشاهد موثّقة بالصوت والصورة أظهرت سيطرة الجيش و«اللجان» على التبة الرملية وتباب أخرى، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات هادي، وفرار مَن تبقّى منهم وإحراق عدد من الآليات العسكرية، واغتنام أخرى.
على خط مواز، أكد الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تمكُّن سلاح الجو المسيّر من تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت معسكراً تدريبياً تابعاً للتحالف السعودي - الإماراتي في منطقة الوديعة، بعشر طائرات مسيّرة من طراز «قاصف 2K» استهدفت مركز القيادة ومواقع التدريب وقطاعات الحشد في المعسكر. وأشار سريع إلى أن العملية التي تمّ توثيقها بالصوت والصورة، أدّت إلى مقتل ضابط سعودي و60 عنصراً من قوات هادي، بينهم عدد من القيادات العسكرية. ووفق مصادر عسكرية في صنعاء، يخضع المعسكر المستهدف لإشراف القيادة العسكرية الوسطى في المنطقة، ويتمتّع بحماية عالية وتأمين تكنولوجي متطوّر عبر الأقمار الاصطناعية الأميركية، فيما «يُعدّ استهدافه رسالة إلى واشنطن ستتبعها رسائل أخرى خلال الفترة المقبلة»، بحسب المصادر نفسها.