غزة | من جرّاء تهديدات المقاومة، أعلن زعيم حزب «الصهيونية الدينية» الاستيطاني، بتسلئيل سموترتش، أهمّ منظمي «مسيرة الأعلام»، أمس، تبليغه رسمياً من المفتّش العام لشرطة الاحتلال بإلغاء المسيرة وليس تأجيلها، ما فجّر غضباً إسرائيلياً عبّر عنه عضو «الكنيست» عن الحزب نفسه، إيتيمار بن غفير، بقوله: «خضعت الشرطة الإسرائيلية لإملاءات حماس». وجاءت خطوة الاحتلال بعد تهديدات علنية عبر وسائل الإعلام ورسائل شديدة اللهجة أرسلتها «حماس» وفصائل المقاومة الأخرى، خلال الأيام الماضية عبر الوسطاء، بنيّة المقاومة العودة إلى المواجهة في حال إعادة الاحتلال تكرار «مسيرة الأعلام»، وأيضاً استمرار الإجراءات ضدّ قطاع غزة، خاصة إغلاق المعابر ومنع إدخال المنحة القطرية إلى الأسر الفقيرة.وعلى رغم إعلان «الصهيونية الدينية» إبلاغها بإلغاء المسيرة، لا تزال المقاومة لا تأمن جانب العدو. ولذا، جدّدت «غرفة العمليات المشتركة» تحذيرها ذاته من أنها لن تسمح له بتصدير أزماته الداخلية نحو الشعب الفلسطيني. وبصيغة قريبة من تحذيرها السابق قبل معركة «سيف القدس»، دعت الغرفة الجماهير الفلسطينية في الضفة والقدس والداخل إلى الاستمرار في التصدّي للعدو بشتّى الطرق، ومنعه من تمرير مخطّطاته التهويدية الاستيطانية، مؤكدة أنها ستكون إلى جانبهم «لإسنادهم في اللحظة المناسبة».
وفق المعطيات لدى المقاومة، لم يُحسم قرار إلغاء المسيرات اليهودية بعد، ما يعني أن تهديداتها قائمة وبقوة، وهذا ما تمّ إبلاغه للمصريين، طبقاً لمصادر مواكبة. وتعقد حكومة الاحتلال اجتماعاً يرأسه بنيامين نتنياهو، بحضور وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي أمير أوحنا، لحسم القرار، بعد تهديدات جديدة أطلقتها منظّمات إرهابية صهيونية باقتحام كبير للمسجد الأقصى الخميس المقبل في حال إلغاء المسيرة. وجاء هذا التطوّر في أعقاب الجدل الذي أثارته البيانات المتضاربة التي نشرتها قيادة شرطة الاحتلال بشأن السماح بتنظيم المسيرة؛ ففي حين أعلنت الشرطة في البداية أنها ترفض إعطاء الضوء الأخضر للمُنظّمين، عادت وأكدت أنه لم يصدر قرار نهائي.
وعدت المقاومة بأوراق مساومة ستُفجّر مفاجآت في ملفّ الأسرى


وثمة ترقب واسع لنتائج الشدّ والجذب الإسرائيليَين، من جرّاء التقديرات بأن يُقدِم نتنياهو على إشعال الوضع في محاولة أخيرة من أجل البقاء في منصبه، وسدّ الطريق أمام الحكومة الجديدة. لكن «الغرفة المشتركة» للمقاومة قالت إن «العدو أخطأ التقدير، وظنّ أن البيئة مواتية لهكذا خطواتٍ رعناء غير محسوبة، ظانّاً أن أمامه فرصة ذهبية للعبث بمقدسات وثوابت شعبنا، ولكن الرد جاء صاعقاً ولم يكن للمقاومة التي راكمت قوتها على مدار أعوامٍ من أجل القدس، وتحمّلت وشعبها الحصار والتجويع في سبيل ذلك أن تقف مكتوفة الأيدي». كذلك، دعا عضو المكتب السياسي في «حماس»، خليل الحية، الوسطاء، «إلى منع الاحتلال من تجسيد وقائع جديدة... وإذا لم يلجم الاحتلال فالصواعق ما زالت قائمة».
بالتوازي، علمت «الأخبار» أن جولة جديدة من مفاوضات الأسرى ستنطلق الأسبوع المقبل في القاهرة، بالتوازي مع حوارات الفصائل الفلسطينية هناك، إذ سيدير وفد منفصل من «حماس» هذا الملفّ، مع المخابرات المصرية التي أبلغت الحركة رغبتها الشديدة في إتمام الصفقة في أقرب وقت، لكن الأخيرة تتمسّك بشروطها والأثمان المناسبة مقابل الجنود. واستباقاً لاستكمال مباحثات الأسرى، بثّت «كتائب القسام» مقطعاً صوتياً لأحد الجنود الذين تحتجزهم في غزة، لنسف الرواية الإسرائيلية التي تدّعي أن ما لدى المقاومة جثثاً فقط، فيما كشف نائب رئيس هيئة أركان «القسام»، مروان عيسى، امتلاك المقاومة «أوراق مساومة قوية ستُفجّر مفاجآت كبيرة في هذا الملف».