غزة | بعد سلسلة لقاءات مع «حماس» والفصائل الفلسطينية، تلتها زيارات لعدد من المواقع داخل قطاع غزة، غادر وزير المخابرات المصري، عباس كامل، عبر حاجز «بيت حانون ــ إيرز»، متّجهاً بعدها إلى القاهرة تمهيداً لدعوة قادة الفصائل إلى عقد اجتماع على مستوى الأمناء العامين الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع وصول وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية لإجراء مفاوضات غير مباشرة للاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار والتجهيز للمرحلة الأولى في عملية تبادل الأسرى. وعلمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية متعدّدة حضرت اللقاء، أن الفصائل أبلغت كامل بأهمية العمل على تثبيت وقف إطلاق النار على قاعدة ارتباطه بما يجري في القدس المحتلة، وأن العودة إلى الاستفزازات في المدينة ستفجّر الأوضاع، الأمر الذي أبدى الضيف تفهّماً كاملاً له.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
وبينما لم يدلِ الوفد المصري بأيّ تصريحات، علمت «الأخبار»، من المصادر، أن كامل طلب «الاستمرار في حالة الهدوء وضبط المنطقة الحدودية لمنع العودة إلى الاشتباك»، مؤكداً أن الوفد «سيعمل على تذليل كلّ العقبات التي تُوتّر الأجواء، بما في ذلك الوضع في القدس». كما أكد «وجود إرادة مصرية لتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية في غزة، وإعادة إعمار ما تمّ تدميره، وضمان الهدوء والحياة الكريمة للسكّان». ومع إصرار المصريين على أن تتمّ عملية الإعمار عبر السلطة في رام الله، طلبت الفصائل تأجيل هذا الأمر لطرحه خلال المباحثات في القاهرة. لكن في المبدأ، أبلغته «حماس» أنها لن تقف عائقاً أمام الإعمار، إلا أنها تصرّ على أن يكون هناك اتفاق بشأنه، وضمانات بأن تتمّ العملية بلا ابتزاز للغزيين، فضلاً عن ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وخاصة «المجلس الوطني»، وتشكيل حكومة وحدة كمداخل مهمة لمعالجة هذه القضية.
قبيل مغادرة الوفد، وضع كامل ووفد من قيادة «حماس» الحجر الأساس لإنشاء حيّ سكني وسط القطاع بتبرّع من مصر، فيما قال قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، عقب وضع الحجر الأساس، إنه جرت مناقشة «تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار وكبح العدوان عن الشعب الفلسطيني... أكدنا أن المقاومة بألف خير وأيديها على الزناد لصدّ أيّ عدوان». وأشار إلى أن القطاع «على موعد قريب مع كسر الحصار وتوفير فرصة حياة كريمة... الجميع ــ العالم والمصريون ــ يتحدثون أنهم يريدون أن يجعلوا من قطاع غزة مثل دبي». وفي هذا الإطار، نقلت المصادر أن الوزير المصري وعد بتسهيلات جديدة للسفر عبر معبر «رفح»، خاصة في ملفّ المدرَجين على لائحة المنع الأمني لدى السلطات المصرية، والذين يُقدَّر عددهم بعشرات الآلاف، وأيضاً أصحاب الجوازات المصفّرة.

تبادل قريب للأسرى؟
وفق المصادر، فإن كامل تحدّث عن «تطوّرات كبيرة لدى حكومة الاحتلال تدفعها نحو تنفيذ صفقة تبادل للأسرى، واستكمال ما وصلت إليه المباحثات التي كانت جارية قبل معركة سيف القدس بأسابيع»، مع «استعداد الاحتلال للإفراج عن غالبية الأسماء التي تطلب حماس الإفراج عن أصحابها»، الأمر الذي ردّت عليه الحركة بالإيجاب وإبداء رغبتها في استكمال الجهود المصرية في هذا الإطار الأسبوع المقبل. وأمس، قالت قناة «كان» العبرية إن وفداً إسرائيلياً سيتوجّه إلى القاهرة الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة تبادل، مشيرةً إلى أن إسرائيل قد تفرج عن أسرى «ملطّخة أيديهم بالدماء» بعدما قدّمت قبل الجولة الأخيرة موافقتها على الإفراج عن عشرات الأسماء من الأسرى، لكن «حماس لم تردّ على العرض» وقتها.
يبرز من المؤشرات الإيجابية تفاهمٌ على المرحلة الأولى من تبادل الأسرى


مع ذلك، جدّد السنوار رفض حركته أيّ اشتراطات تربط بين ملفّات الأسرى والإعمار وكسر الحصار، لكن «ليس لديها مانع من أن تسير المسارات بشكل متوازٍ». وفي إشارة إلى ملفّ الجنود الأسرى لدى المقاومة ومباحثات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وربّما المرحلة الأولى من الصفقة التي تتضمن الإفراج عن الأطفال والنساء والمرضى، قال: «سجّلوا على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وكتائب القسام الرقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيداً».
وفي سياق متصل، أعلنت مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة باسم الوزارة، لولوة الخاطر، أن «الدوحة منفتحة على لعب دور الوساطة بين واشنطن وحماس، وأنها ستستضيف هذه اللقاءات في حال طُلب منها ذلك إيماناً منها بأهمية الوساطة للسلام في المنطقة».

مسيرات تطالب برحيل شمالي
في شأن آخر، شارك عشرات الآلاف من الغزيين في مسيرات للمطالبة برحيل مدير عمليات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا) في غزة، ماتياس شمالي، بعد تصريحاته التي برّر فيها قتل الاحتلال للأطفال. وقال رئيس اتحاد الموظفين في «الأونروا»، أمير المسحال، إنه «لن يهدأ لنا بال إلّا برحيل مدير عمليات غزة ونائبه لإخفاقاتهما الكبيرة... تصريحات شمالي تسيء إلى أكبر مؤسسة دولية وتحرف بوصلتها»، مطالباً بفتح «تحقيق جادّ وعاجل في هذه التصريحات التي تخالف سياسات الأمم المتحدة». كما استنكر المسحال دور الوكالة خلال العدوان بعدما «اضطر النازحون لفتح المدارس عنوة، ومع ذلك، ضيّقت على هؤلاء النازحين وعرقلت وصول المساعدات إليهم».