استعاد الجيش السوري أمس السيطرة على سلسلة قمم تشالما الجبلية المطلة على قرية السمرا في ريف اللاذقية، بعد سيطرة القوات البحرية على الساحل الغربي للقرية أول من أمس. وحقّقت قوات الجيش تقدماً على التلال المحيطة بجبل النسر جنوب بلدة كسب الحدودية. وتقدمت قوات الجيش شمال «القمة ٤٥» وشرقها، فسيطرت على القمة ٧٢٤ وقمة الحمرا، وقمة ١٠٢٧. وأدت المعارك الدائرة شمالاً إلى مقتل قادة لمسلحي المعارضة، أبرزهم قائد «لواء جند الملاحم» عبد السلام دلول في محيط مرصد الـ45، وفارس الشيشاني الملقب بـ«جزار الأرمن».
كذلك استشهد عدد من عناصر الجيش، بينهم رئيس مفرزة الأمن العسكري في كسب إبراهيم جلول في محيط «القمة ٤٥». وفي ريف المدينة الشرقي، فشلت محاولة تسلل لمسلحي المعارضة من بلدة سلمى عبر قرية زغارو القريبة، التي تعدّ نقطة تماس تحت مرمى نيران القنص. ومع ازدياد الضغط على المسلحين في الريف الشمالي، استهدفت ضواحي المدينة الساحلية بصواريخ «غراد»، سقطت في أراض زراعية، من دون أية خسائر بشرية.
في موازاة ذلك، وسّع الجيش السوري، أمس، نطاق عملياته العسكرية في كل من المليحة وجوبر في الغوطة الشرقية، تركّزت على نحو كبير في جوبر، حيث تمكنت مدفعية الجيش، بإسناد سلاح الجو، من قتل أعداد كبيرة من المسلحين، الذين أصدروا نداءات استغاثة منذ ساعات الصباح الأولى، طالبين من «الكتائب» والتشكيلات العسكرية في الغوطة الشرقية مساعدتهم. وتقدّم الجيش أمس شمال شرق جوبر مسيطراً على جامع طيبة وسط الحي، كما فكّك عبوات ناسفة كانت مزروعة في المكان، بحسب مصادر ميدانية. وتتمركز «كتيبة شهداء جوبر» في عمق الاحياء الجنوبية والشرقية للحي.
ويؤكد مصدر عسكري في جوبر لـ «الأخبار» أن «تطهير جوبر لن يتأخر، وقد يكون خلال أيام قليلة. فالأمر متوقف على مدى سرعة تطهير الأطراف الغربية للحي». ويشدّد المصدر نفسه على أن «دفاعات المسلحين شهدت انهياراً غير مسبوق، حيث ترك بعض المسلحين سلاحهم في متاريسهم وفروا إلى البساتين، إضافة إلى قيام الجيش بتدمير عدد واسع من الأنفاق». وفي السياق نفسه، خرجت معركة المليحة عن سياقها المعتاد، حيث تمكن الجيش من استهداف كافة مناطق انتشار المسلحين فيها. من الجنوب والغرب، تكفل تقدم الجيش انطلاقاً من محوري جرمانا وشبعا، باستهداف تحصينات مقاتلي المعارضة، وتكبيدها خسائر فادحة. أما جبهتا الشرق والجنوب الشرقي، فقد تولى سلاح الجو استهدافهما.
الجيش يسيطر على كامل المنطقة الصناعية في الراموسة في حلب


وفي حلب، بسط الجيش سيطرته على كامل المنطقة الصناعية في الراموسة وتقدم في حيّ العامرية، مسيطراً على جميع كتل الأبنية المطلة على عقدة الراموسة، ما يعني إعادة فتح الطريق للسيارات المدنية. وانحسرت «غزوة الاعتصام» تماماً بعد ثلاثة أسابيع من إطلاقها على يد «غرفة عمليات أهل الشام». واستردّ الجيش جميع المساحات التي خسرها خلال المعارك، وكان آخر ما استرده عدة نقاط في منطقتي الراموسة ومعامل الاسمنت. وتمكنت وحدات الجيش من تحرير أجزاء من حي العامرية الأقرب إلى الراموسة، الذي كانت تنطلق منه الهجمات عليها.
وفي السياق، قال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «العمليات العسكرية جنوبي حلب لتأمين طريق الراموسة ــ خناصر شارفت على نهايتها»، مشيراً إلى أن «مساحة الأمان على جانبي الطريق اتسعت أكثر مما كانت عليه قبيل استهدافه من الجماعات الإرهابية». واستمرت العمليات العسكرية في منطقة العامرية برغم تقدم الجيش وتأمينه المباني التي كانت تستخدم لقنص عقدة الراموسة الطرقية. وسيؤدي ذلك إلى تأمين كامل طريق الراموسة ــ مطار حلب الدولي، أو ما يعرف بالمحلق الجنوبي. وذكر مصدر في مديرية صحة حلب أنّ الحصيلة الأخيرة لضحايا القصف الذي استهدف المنطقة الممتدة من السبع بحرات حتى شارعي بارون والقوتلي ومحيطهما في اليوميين الماضيين ارتفعت إلى 33 شهيداً ونحو 70 جريحاً. في الوقت الذي أعلنت فيه مواقع «جهادية» عزم الجماعات المسلحة على استخدام «مدفع جحيم»، وهو نسخة متطورة عن «مدفع جهنم»، الذي تستخدمه تلك الجماعات في قصف مدينة حلب.