تردَّد صدى اكتساح مرشّح المعارضة للانتخابات التكميلية في الكويت، "الإخواني" عبيد الوسمي، في دول الخليج كافة. وحقَّق الوسمي الذي ينتمي إلى قبيلة "مطير"، رقماً قياسياً لم تشهده الانتخابات الكويتية في تاريخها، بعدما حصل على 44 ألف صوت، في مقابل أقلّ من 1500 صوت لأقرب منافسيه، من بين 14 مرشحاً آخر. وامتدّت الاحتفالات بفوزه إلى الفرع السعودي للقبيلة التي تتوزّع على عدّة دول خليجية.وترشّح عبيد الوسمي في الدائرة الخامسة عن مقعد بدر الداهوم، الذي أَبطلت المحكمة الدستورية عضويّته، بداعي عدم أهليّته للترشُّح من الأساس، على خلفية التطاول على أمير البلاد الراحل، صباح الأحمد الصباح. وتُهيمن قبيلة "العوازم" التي ينتمي إليها الداهوم، على هذه الدائرة، ما يعني أن فوز الوسمي الذي تلقّى دعماً من الداهوم، يبعث برسالة من القبائل إلى القيادة السياسية، تفيد بتمسُّكها بما تعتبره مطالب إصلاحية تتمثّل في مشاركةٍ شعبية أكبر في الحُكم.
وثمّة تحالف غير معلن بين القبائل والتيّارات الإسلامية، وعلى رأسها "الإخوان المسلمون"، لتحقيق هذا الهدف المشترك، حيث ينتمي معظم نواب القبائل إلى هذه التيارات. واستفادت المعارضة الكويتية من الزخم الذي اكتسبته من مهرجاناتها في ساحة الإرادة في العاصمة، دعماً للفلسطينيين ضدّ العدوان الإسرائيلي على غزة. كما ستعطي النتائج دفعة لتحرُّك المعارضة التي ستصعّد استجواباتها لرئيس الوزراء، صباح الخالد، في مجلس الأمة، مطالبةً بإسقاطه، وهو ما من شأنه أن يعمّق الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ إبطال عضوية الداهوم في 14 آذار/ مارس الماضي.
وأثارت الانتخابات الكويتية، ونتيجتها، قلقاً في السعودية، حيث أشارت معلومات معارضين سعوديين إلى أن تعليمات صدرت إلى سفارة المملكة في الكويت، لمراقبة المغرّدين الكويتيين الذين يتناولون المملكة. ويعود ذلك إلى التداخل بين الرياض والكويت، حيث تتوزّع القبائل نفسها على جانبَي الحدود، كما أن السعوديين يتابعون الشخصيات الكويتية المعروفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان وسم "عبيد الوسمي"، أحد الوسوم التي تصدَّرت موقع "تويتر" في السعودية، ونال مئات آلاف التغريدات. ولذا، عمد الذباب الإلكتروني السعودي إلى رفع وسمَين في المقابل، أحدهما "كلّنا محمد بن سلمان"، والآخر "سعود القحطاني".



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا