تواصلت الترشيحات لمنصب الرئاسة السورية ليصبح عدد المرشحين ستة بينهم سيدة، في وقت رأى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أنّ «للانتخابات الرئاسية في سوريا دوراً مهماً في حل الأزمة فيها. إذ أن الفرصة مؤاتية لاجتماع كل التيارات السياسية للاستفادة من هذه الفرصة في أفضل وجه لإحلال السلام هناك».
وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتس أمس، أن «الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا عبر الحوار السوري ــــ السوري»، داعياً جميع الدول لـ«المساهمة في انطلاق هذا الحوار لوقف العنف، وليقرر الشعب السوري مصيره بنفسه».
في موازاة ذلك، أعلن رئيس مجلس الشعب السوري، محمد جهاد اللحام، أنّ المجلس تلقّى من المحكمة الدستورية العليا أربعة طلبات ترشيح جديدة لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران المقبل. وكان مجلس الشعب قد تلقى من المحكمة الدستورية العليا، الأسبوع الماضي، إشعارين بتقدم كل من عضو مجلس الشعب ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري إلى المحكمة بطلبي ترشحهما. ونقلت وكالة «سانا» عن اللحام قوله «إن مجلس الشعب تلقى من المحكمة الدستورية العليا، اليوم (أمس)، إشعاراً بأن كلاً من سوسن عمر الحداد، وسمير أحمد معلا، ومحمد فراس ياسين رجوح، وعبد السلام يوسف سلامة، تقدموا بطلبات أعلنوا فيها ترشيح أنفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية». وتعد الحداد (مواليد اللاذقية عام 1963) أول سيدة سورية تتقدم للانتخابات الرئاسية حتى اليوم.
في سياق آخر، أعلنت سيغريد كاغ المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لنزع السلاح الكيميائي السوري قرب تسليم دمشق كامل ترسانتها الكيميائية، وذلك بعد تسليم 92 في المئة منها حتى الآن. وأكدت، في حديث لقناة «روسيا اليوم»، أنّ الحكومة السورية متعاونة جداً وملتزمة ببرنامج تدمير السلاح. وأضافت: «نعمل على تنفيذ تفويضنا، النسبة المتبقية هي 8 في المئة، قسم سيدمر بالداخل وقسم في الخارج»، مؤكدة أن «ما يؤخرنا هو وجود موقع ضمن نقطة اشتباك، ونحن حريصون على ألا يقع بالأيدي الخطأ». وأعربت كاغ في مؤتمر صحافي عقدته في دمشق، أمس، عن تفاؤلها بإتمام الاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية قبل المهلة المحددة التي تنتهي في 30 حزيران. وذكرت أنّ البعثة تحصل على معلومات عن الاعتداء على القوافل التي تنقل الأسلحة من الحكومة السورية، وتنقلها بدورها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة، مشيرة إلى تزويد الحكومة السورية البعثة بحادثة أو اثنتين حول محاولات اعتداء على مواقع الأسلحة ما أجبر الحكومة السورية على نقلها إلى مواقع أخرى. وشددت على أن مهمة البعثة هي العمل مع الحكومة السورية، موضحة أن «البعثة غير معنية بتقييم الدول أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول إنجاز الاتفاقية بل التحقيق والتفتيش عن الأسلحة ورفع التقارير بنسب الإنجاز إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة».
من جهة أخرى، قالت كاغ إنّ المنظمة تدرس تشكيل بعثة لتقصي الحقائق للتحقيق في التقارير عن هجمات بغاز الكلور في سوريا. وأضافت: «عندما يتعلق الأمر بمزاعم استخدام غاز الكلور في الأحداث الأخيرة وعلى مدى الشهور الأخيرة، فهذه مسألة تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ببحثها مباشرة في لاهاي مع السلطات السورية، وهناك نقاش في شأن لجنة محتملة لتقصي الحقائق. وهذا ما وصلت إليه الأمور الآن».
إلى ذلك، نفت باريس، أول من أمس، دفعها فدية لإطلاق أربعة صحافيين فرنسيين احتجزوا في سوريا أكثر من عشرة أشهر. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية لوكالة «رويترز»: «لنتذكر أنّ الرئيس فرانسوا هولاند قال إن من المبادئ المهمة للغاية أنه يجب عدم تشجيع محتجزي الرهائن على احتجاز آخرين. كل شيء تم من خلال المفاوضات والمباحثات». وكانت مجلة «فوكوس» الألمانية قد أفادت أنّ فرنسا دفعت 18 مليون دولار للإفراج عن الصحافيين. ونقلت عن «مصادر مقربة من حلف الأطلسي» أنّ «الأموال التي حوّلها وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى أنقرة، دفعت للخاطفين عن طريق أجهزة الاستخبارات التركية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)