حمص | تعود مناطق واسعة من محافظتَي حمص وحماة، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، بعد غياب قسري عن الانتخابات الأخيرة في عام 2014. ويبدو المشهد استثنائياً في ريفَي حمص وحماة، في ظلّ النشاطات الانتخابية الجارية في المناطق التي عادت إلى سيطرة الحكومة، وإن كانت الهواجس الأمنية لا تزال طاغية. ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي من موعده، بعد يومين، أتمَّت المحافظتان استعداداتهما لليوم الانتخابي، وذلك بعد تحديد كلّ المراكز الانتخابية، وتوزيع الصناديق، بما يسهِّل على الأهالي الوصول إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم.وما يميّز الانتخابات الرئاسية لهذا العام، مقارنةً مع الجولة السابقة، عودة ريفَي محافظة حمص الشمالي والشرقي، وغالبيّة قرى وبلدات ريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب، للمشاركة في الاقتراع. وفي هذا السياق، شهدت مناطق الرستن وتلبيسة والفرحانية وتلدو وكفرلاها في ريف حمص الشمالي، وتدمر في ريفها الشرقي، بالإضافة إلى مورك واللطامنة وحلفايا في ريف حماة الشمالي، وقليب الثور في الريف الحموي الشرقي، تحضيرات للمراكز الانتخابية، وإطلاقاً للحملات الإعلانية وتعليق الصور واللافتات الخاصة بالمرشّحين الثلاثة. وفي مشهد يعيد السوريين إلى حقبة ما قبل الحرب، برزت الاحتفالات والتجمّعات والمهرجانات الخطابيّة، التي نظّمتها الفعاليات الأهلية والرسمية والحزبية، وعلى رأسها «حزب البعث»، في أنحاء المحافظتَين، دعماً للرئيس بشار الأسد.
ومع استمرار التحضيرات الشعبية والرسمية ليوم الانتخابات، تَظهر بعض الهواجس الأمنية لدى أبناء المناطق المحرّرة حديثاً، والمتاخمة لمناطق لا تزال تحت سيطرة المسلّحين، حيث تتبدّى خشية من ظهور خلايا نائمة مسلّحة تعمل على الإخلال بالعملية الانتخابية. وازدادت هذه الهواجس، بعد قيام شخصين يستقلّان دراجة نارية، بإطلاق الرصاص في اتّجاه تجمُّع انتخابي للمواطنين في قرية الفرحانية التابعة لناحية تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخر. وفي هذا السياق، يعتبر محافظ حمص، بسام بارسيك، في تصريح لـ»الأخبار»، أن «هذا الخرق، حالة فردية تتمّ متابعتها والتحقيق في ملابساتها، وهي لن تشكِّل خطراً على العملية الانتخابية»، مبيّناً أنه «تمّ توجيه مديري المناطق والنواحي وأقسام الشرطة في محافظة حمص، للعمل على تأمين الأجواء المناسبة وحفظ حالة الأمان في المراكز الانتخابية».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا