تنشط الفعاليات العشائرية والشعبية والأهلية في أرياف الرقة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، في مسعى منها لتوسيع رقعة مشاركة أبناء المحافظة في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، لتشملَ سكان المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية». وتكاد لا تغيب الفعاليات الشعبية التحضيرية عن غالبية نواحي الرقة الثلاث، معدان والسبخة ودبسي عفنان، في ظلّ تواصل أعداد كبيرة من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» مع الأجهزة الحكومية، لتسهيل عبورهم ومشاركتهم في الانتخابات. وتتوقّع مصادر أهلية ورسمية، مشاركةً واسعة لأبناء الرقة، الذين تهجّروا إلى مدينة حماة وريفها بشكل أساسي.وكانت محافظة الرقة قد غابت تماماً عن الانتخابات الرئاسية عام 2014، بسبب سيطرة «داعش» عليها بشكل كامل آنذاك، مع منع التنظيم الأهالي من الوصول إلى المراكز الانتخابية في حماة والحسكة. لكن المشهد يختلف اليوم، وسط انتشار النشاط الدعائي للمرشّحين بشكل ملحوظ على امتداد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في الريفَين الشرقي والغربي، حيث نُصبت عشرات الخيم الانتخابية، في مشهد يوحي باحتمال مشاركة شعبيّة لافتة في الاستحقاق المرتقب. كما أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً لافتاً لأبناء الرقة في مناطق سيطرة «قسد»، في حين ظهرت آراء أخرى تنتقد إجراء الانتخابات قبل الوصول إلى حلّ سياسي شامل، ينهي الأزمة السورية. وفي هذا السياق، يقول أحد وجهاء عشيرة «السبخة» في الرقة، بشار الملحم، لـ»الأخبار»، إن «أبناء العشائر سيشاركون في الاستحقاق الرئاسي لدعم الاستقرار الذي بدأت تعيشه البلاد، وللبدء في مرحلة إعادة الإعمار»، مؤكداً أنهم يتواصلون مع ذويهم في مناطق سيطرة قسد، لتسهيل مرورهم، وممارسة حقّهم باختيار رئيس للبلاد. ويضيف الملحم: «قمنا بتنظيم زيارات لأهلنا من أهالي الرقة القاطنين في عدد من المحافظات، وفي القطر اللبناني الشقيق، لحثّهم على المشاركة في الانتخابات».
ثمّة مؤشرات سلبية تشي بإمكانية منع «قسد» الأهالي من المشاركة في الانتخابات في الرقة


بدوره، يعبّر شيخ عشيرة «البوحمد» في الرقة، أنور صالح الحمود، عن «يقينه بالمشاركة الفاعلة لأبناء الرقة في الاستحقاق الرئاسي، كتأكيد منهم عن دعم السيادة الوطنية للبلاد، وإقامة الاستحقاقات الدستورية في موعدها»، مرجّحاً «مشاركة واسعة لأبناء الرقة في مناطق سيطرة قسد، في حال فُتحت المعابر في يوم الانتخابات». ويقول الحمود: «لا نريد منهم سوى فتح المعابر، وعدم منع الأهالي من ممارسة حقّهم». من جهته، يؤكّد محافظ الرقة، عبد الرزاق الخليفة، في تصريح لـ»الأخبار»، أن «المحافظة أَنجزت كافة الاستعدادات اللازمة للانتخابات، مع تجهيز المراكز الانتخابية وتعيين أمناء للصناديق، وتأمين الحماية اللازمة لهذه المراكز»، لافتاً إلى «قيام المحافظة بتقديم كافة التسهيلات اللازمة للمرشّحين الثلاثة، لإتاحة الفرصة لهم لممارسة النشاط الانتخابي». ويتوقّع المحافظ أن «يشارك غالبية أهالي القرى والبلدات المحرّرة المنتشرة على مساحة ستة آلاف كيلومتر مربّع، والبالغ عدد سكانها أكثر من 185 ألفاً في الانتخابات»، كاشفاً عن «اتصالات كثيفة تتلقّاها المحافظة من المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، لتسهيل وصول الأهالي إلى المراكز الحكومية للإدلاء بأصواتهم». ويرى المحافظ أنه «في حال لم يتمّ منع الأهالي من الوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة، سيشارك الآلاف من سكان تلك المناطق في الانتخابات»، مستدركاً بالقول إن «ملامح منع عبور السكان بدأت تظهر، من خلال اقتصار حالات العبور في المعابر على الطلاب فقط، وهو مؤشّر سلبي «. وبحسب رئيس اللجنة القضائية الفرعية للانتخابات في الرقّة، عبد مدح السيخ، «تمّ تحديد 94 مركزاً انتخابياً في الأرياف المحرّرة الخاضعة لسيطرة الحكومة، مع اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا».