في وقت يستعد فيه العراقيون لخوض الانتخابات البرلمانية يوم الأربعاء 30 نيسان الجاري، بدأت الانتخابات بالفعل بالنسبة إلى الجالية العراقية في لبنان، حيث توجهوا أمس إلى صناديق الاقتراع، في عملية تستمر اليوم أيضاً للإدلاء بأصواتهم عبر خمسة مراكز اقتراع.
وبدا المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون في لبنان أحمد الزكي، في حديث مع «الأخبار»، متفائلاً، ومؤكداً حظوظ فريقه في نيل الأغلبية البرلمانية. وقال «أتوقع أن يحصد ائتلاف دولة القانون ما يقارب مئة مقعد، كذلك فإن نتائج الانتخابات هي من ستحدد التحالفات في المستقبل»، مقلّلاًَ بذلك من أهمية كلام حليف المالكي، رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري الذي رأى أن العراق لا يُختصر بشخص واحد وأصبح بحاجة إلى التغيير، في إشارة مباشرة إلى ضرورة تغيير المالكي.
ورداً على سؤال حول الخطر الذي يشكله تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف المواطن السيد عمار الحكيم على ميول القاعدة الشعبية الشيعية في العراق، وهي التي يعتمد عليها المالكي للوصول إلى غايته والفوز بولاية ثالثة على رأس الحكومة، رأى الزكي أن «أصوات 70 ــ 80 في المئة من أصوات القاعدة الشيعية ستذهب إلى المالكي».
كذلك نفى الزكي، القيادي في حزب «الدعوة»، ما أثير حول المرجع علي السيستاني من أنه طالب العراقيين بضرورة التغيير قائلاً إن «السيستاني لا يريد أن يدخل في التجاذبات السياسية، وكلامه لم يعن دعمه لمعارضي المالكي، بل أراد أن يقول إنه مع انتخاب الأكفأ والأصلح». وأضاف «بحسب تقديراتنا، إنه يقف إلى جانب المالكي أكثر من غيره، إلا أننا لا نصرّح بهذا الشيء لأنه يسيء إلى المرجعية لكونها يفترض أن تظل على الحياد»، نافياً أن تكون زيارة الصدر للسيستاني منذ أسبوعين قد أثرت في توجهات الأخير.
من جانب آخر، توقع الزكي تحقيق ائتلاف دولة القانون «لاختراق كبير في صفوف الناخبين السنّة، لكونهم من الفئة صاحبة أكبر شعور عراقي وطني، لذا فسوف يرفضون دعم الداعين إلى تأسيس إقليم سنّي، على غرار فشل المجلس الأعلى في انتخابات عام 2005 وعام 2010 لطرحه مشروع إقامة إقليم شيعي».
وفيما يخص الأكراد، رأى أن كل الكلام الذي خرج في الفترة الماضية عن قرب إعلان دولة كردية مستقلة لا يتعدى كونه كلاماً انتخابياً لإثارة المشاعر القومية لدى الأكراد. وأكد أن «هذا الأمر ليس مطروحاً حتى في أوساط القيادة الكردية نفسها، لكونها تعلم أن خطوة كهذه سوف تؤدي إلى هجرة أكراد سوريا وإيران وتركيا إليها، وهذا ما لن تستطيع تحمّله دولة كردية مستقبلية». وأشار الزكي إلى نية المالكي التعاون مع الأكراد ممن لا يتفقون مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني في حكومة الأغلبية التي ينوون تشكيلها في حال فوزهم في الانتخابات. كذلك أشار إلى الفساد الذي يعيشه الإقليم، فتساءل عن أموال أكثر من 400 ألف برميل نفط ينتجه الإقليم يومياً، من دون أن يصل إلى حكومة بغداد أي منها.
من جهة أخرى، وحول علاقة نوري المالكي بالسعودية، والتي شهدت توتراً في الفترة الأخيرة، قبل أن يعود رئيس الوزراء يوم الجمعة ليعلن عن مد اليد للرياض من أجل إيجاد حلول للمشاكل الأمنية التي يعاني منها العراق، رأى الزكي أن «السعودية وصلت إلى طريق مسدود بعد أن فشل برنامجها السياسي الذي كان يستدعي توتير الأوضاع في العراق».
أما عن الدعم الدولي للمالكي، فقد أكد الزكي أن الولايات المتحدة لا تزال ترى أن المالكي هو الشخص القادر على تحقيق مصالحها في المنطقة، ولذلك سيحصل على دعم واشنطن، إلا أنه عاد واستدرك قائلاً: «إن المالكي سيظل رجلاً مستقلاً وعلى مسافة واحدة من المحورين المتصارعين في المنطقة»، معتبراً أن «العراق قوة إقليمية قوية جداً، اقتصادياً وبشرياً وحتى عسكرياً، إن تهيّأت له الظروف المناسبة».
كذلك رفض الزكي وصف المالكي برجل إيران في العراق، مؤكداً نية المالكي إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار.




«الحكومة بدها تغيير بالكامل»

بدأت أمس الانتخابات البرلمانية العراقية المخصصة للجالية العراقية المقيمة في لبنان، والتي تمتد على يومين وتختتم اليوم. وبحسب مدير العمليات في مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في لبنان عبد الحسين القريشي، فقد تم افتتاح خمسة مراكز اقتراع، توزعت بين شارع الحمرا وحارة حريك والحدث بالقرب من كلية العلوم والبوشرية والمصيلح في الجنوب.
وتم اختيار هذه الأماكن بناءً على كثافة الوجود العراقي في تلك المناطق. وقدّر القريشي أعداد الناخبين العراقيين في لبنان بين 10 آلاف و15 ألفاً. كذلك لفت إلى وجود مراقبين دوليين وممثلين عن الكتل السياسية، متوقعاً إقبالاً كثيفاً من قبل الناخبين. والتقت «الأخبار» بعض الناخبين الذين توزعوا بين مؤيد ومعارض لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأول ما يلفت النظر كان وجود مجموعة من مؤيدي المالكي بالقرب من مركز الاقتراع في الحمرا، مرتدين قمصاناً تحمل صورة أحد مرشحي كتلة ائتلاف دولة القانون. أحد ممثلي ائتلاف المواطن بزعامة السيد عمار الحكيم كان موجوداً في الموقع نفسه، رأى أن «الحكومة الحالية فشلت في امتحانها الأهم، فالأمن متدهور، والفقر في ازدياد، ومستوى التعليم في تراجع».
ولعل كلمات ناخب عراقي آخر غير راض عن أداء المالكي تختصر المشهد: «الحكومة بدها تغيير بالكامل».