غزة | في تطوّر نوعي في طبيعة الأهداف التي طالتها يد المقاومة الفلسطينية خلال معركة «سيف القدس»، ركّزت المقاومة عموماً، والجناح العسكري لحركة «حماس»، «كتائب القسام»، خصوصاً، على مجموعة من المواقع العسكرية للعدو الإسرائيلي. هذه المرّة، تخطّى الأمر القواعد اللصيقة بالحدود وتجمّعات الجنود التي تُستهدف عادة بالصواريخ المُوجَّهة من بعد أو بقذائف «الهاون» وأنواع أخرى من الصواريخ، لتشمل «دائرة النار» ستّ قواعد جوّية؛ بينها قواعد في غاية الأهمية تضمّ طائرات ضخمة وأخرى متطوّرة مثل «هيرقل» و«أف 35» المتطوّرة، فيما أعلن الجناح العسكري لـ«الجهاد الإسلامي»، «سرايا القدس»، استهدافه قاعدتَين من القواعد الستّ في وقت لاحق.الرقابة العسكرية الإسرائيلية، «تسنزورا»، فرضت تكتّماً حول عمليات القصف التي تصاعدت منذ اليوم الثالث للمواجهة ومآلاتها، رافضة الإفادة أو الردّ على أسئلة الصحافيين حول ما جرى في هذه القواعد. وفي وقت لاحق، وعلى ما يبدو بتوجيه من الجيش، بثّ مراسلون عسكريون إسرائيليون أخباراً تفيد بأن أيّاً من الصواريخ الفلسطينية لم تصل إلى تلك القواعد، وأن أحدها وصل إلى طرف المساحات الفارغة المحيطة بمطار «تل نوف» العسكري من دون أن يؤدي إلى أضرار! على أيّ حال، برزت ستّ قواعد جوية قصفتها المقاومة بعد حصولها على معلومات استخبارية تفيد بأن أسراب الطائرات التي تقصف قطاع غزة كانت تنطلق من تلك القواعد خلال المواجهة الحالية، وهي: «بلماخيم» و«تل نوف» و«حتسريم» و«حتسور» و«رامون» و«نفتانيم».

قاعدة «بلماخيم»
هي مطار عسكري إسرائيلي ووكالة فضاء تقع بالقرب من مدينة ريشون لتسيون، وقد سُمّيت بذلك تيمّناً بكيبوتس «بلماخيم» على شاطئ الأبيض المتوسط، وهي تبعد عن غزة 40 كيلومتراً. يوجد فيها عدد من المروحيات والطائرات بلا طيار، وهي مركز الإطلاق لصواريخ «أرو» الفضائية، كما تُستخدم لإطلاق صاروخ «شافيت» إلى مداره في الفضاء من فوق البحر حتى لا يمرّ من فوق أيّ دولة بجوار فلسطين المحتلة، بما يضمن تساقط حطامه في المياه. كذلك، تُعدّ «بلماخيم» منطلقاً للطائرات المسيّرة، ويعمل فيها السرب الأول للطائرات بلا طيّار والذي يُطلَق عليه «سرب 200»، كما فيها «سرب 161» و«سرب 166» الذي يُشغّل طائرات «هيرمس 450» (زيك) و«هيرميس 900»، وهي أقوى الطائرات المسيّرة التي تُستخدم في عمليات الاغتيال والاستهداف خلال الحرب. وتُعدّ «بلماخيم» مقرّاً لـ«وحدة الأنظمة الهندسية» المسمّاة «ماهان»، والتي تعمل في مجال الأنظمة المحوسبة للطيران، المتعلّقة بالقوات الجوية والطيران العسكري والمدني. كما أنه في 2010 افتُتح فيها سرب لتدريب الطائرات بلا طيّار و«الهليكوبتر». ويرأس القاعدة حالياً العميد يؤاف عميرام منذ 2018.
تشمل هذه القواعد أهمّ وأحدث الطائرات لدى العدو


«تل نوف»
هي قاعدة عسكرية ومطار بديل أنشأته عام 1939 القوات البريطانية التي كانت تحتلّ فلسطين، ثمّ تَسلّمها الاحتلال. وخلال حرب 1948، جرت معركة بين القوات العربية والعصابات الصهيونية للسيطرة على المطار، انتهت بتراجع الجيش العربي عن مهاجمته. تحوي هذه القاعدة، التي تبعد عن غزة 50 كلم، سربَين من طائرات «أف 15» التي أرسلتها الولايات المتحدة عام 1976، وفيها أيضاً العديد من الأسراب المقاتلة التي تضمّ طائرات مقاتلة من نوع «أف 15» A / B / C / D و«فالكون». كما يضمّ المطار قاعدة دفاع جوي، إضافة إلى مركز تجارب الطيران ووحدة حرب إلكترونية تُسمّى «سكاي كروز»، وهذا ما يجعلها من أهمّ ثلاث قواعد جوّية، إلى جانب «رامات ديفد» و«نفاتيم».

«حتسريم»
قاعدة عسكرية جوّية تقع في بئر السبع المحتلّة، وغالبية المقاتلات الإسرائيلية التي عادة ما تشنّ هجمات على غزة تنطلق منها. وهي تضمّ أسراب 107 («الذيل البرتقالي») التي تشغّل طائرات «أف 16 آي»، و«العاصفة» والسرب 69 اللذين يشغّلان طائرات «أف 15 آي»، مع السرب 102 («النمر الطائر») المخصّص لتدريب الطيّارين.

قاعدة «حتسور»
تقع بجانب كيبوتس «حتسور» القريب من مدينة أسدود المحتلة، وقد أنشأ مطارها عام 1942 الاحتلالُ البريطاني الذي استخدمه لسلاح الجوّ الملكي، وقد أُقيم على أراضي قرية «كاستينا» العربية، فيما تبعد عن غزة 30 كلم. يوجد في القاعدة السرب 101 («السرب القتالي الأول») والسرب 105 («العقرب») الذي أُسّس عام 1948، وأُسند إليه في 2021 تشغيل طائرة «أف 16 سي» ذات المقعدين، وقد خضع السربان في 2020 لتحديثات كبيرة في الطائرات. ويضمّ السرب 100 الذي أُخلي من قاعدة «دف سدي» طائرات استخبارية من طراز «بي 200 سكاوت»، وطائرات «كوستال»، وطائرات «بونانزا إيه 3». كما يوجد في القاعدة السرب 420 الذي يدرّب الطيّارين على أجهزة محاكاة الطيران الحديثة كافة.
في نيسان/ أبريل 2017، تمّ تدشين أوّل بطّاريتَين من منظومة «مقلاع داود» المخصَّصة لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى والباليستية، داخل «حتسور». ثمّ في 2019، تمّ تحويل القاعدة لتصبح قتالية وتجمع بين المعركة والنقل. اللافت أنه مطلع 2020، تعرّضت القاعدة للغرق بمياه السيول وتلف عدد من الطائرات والأنظمة الإلكترونية فيها.

«رامون»
قاعدة عسكرية يُطلَق عليها اسم «الجناح 25»، وتضمّ ثلاثة أسراب من طراز «أف 16 آي» وسربَين من طراز «أباتشي AH-64»، وتبعد عن غزة 60 كيلومتراً. تمّ بناء عشرة أنظمة للمساكن تحت الأرض في القاعدة، وستّة مساكن للطائرات مصمّمة بطراز أميركي ولديها قدرة عالية على الإخلاء، وهي واحدة من قاعدتَين أقامتهما القوات الجوية الأميركية بعد إخلاء العدو لسيناء وتوقيع اتفاق «كامب ديفيد».

«نيفاتيم»
تُعدّ أهمّ قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، وتوجد في صحراء النقب، وذلك لاحتوائها أحدث الطائرات العسكرية بما فيها «أف 35» التي تسلّمها الاحتلال خلال العامين الماضيين، وتبعد عن غزة 50 كلم. تضمّ القاعدة الأسراب والوحدات الآتية: السرب 103 («سرب الفيل») الذي يُشغّل طائرة «لوكيهد مارتن» (C-130J Super Hercules) العملاقة، والسرب 120 الذي يُشغّل طائرة «بوينغ 707» (Ram / Pelican / Swan)، والسرب 122 الذي يشغّل طائرات «جلفستيرم» النفاثة، والسرب 131 («فرسان الطائر الأصفر») الذي يُشغّل طائرة «هرقل C-130» من طراز «رينو»، والسربَين 140 («النسر الذهبي») و116 («جنوب الأسود») اللذين يديران طائرات «أف 35 آي» ، و«سرب النقب». كما تمّ عام 2010 تأسيس سرب «مقاتلي يهودا الأبدي»، الذي يؤدي أدواراً بجوار الدفاع البرّي للدفاع عن القاعدة. وقد تمّ تصميم «نيفاتيم» لتكون محميّة من إمكانية الهجوم عليها.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا