القاهرة | بعد نجاح حمدين صباحي في خوض الانتخابات الرئاسية مبدئياً، بانتظار موافقة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية على ترشحه، تواصل حملته عملها معتمدةً بشكل رئيسي على استقطاب أصوات الشباب من الناخبين. «مرشح الشباب»، و«مرشح الثورة»، هي الصفات التي تقدّم الحملة صباحي بواسطتها، سعياً منها لجذب الشباب الذين لا يزالون يؤمنون بجدوى المشاركة في الانتخابات الرئاسية. ويشكّل العنصر الشبابي قوام حملة صباحي التي يديرها المتحدث الرسمي السابق لدى «التيار الشعبي» حسام مؤنس، فيما يتولى عدد من الصحافيين الشباب العاملين في موقع «بوابة يناير» الإلكتروني، ويديره عمرو بدر، مهمة الإدلاء بالتصريحات الإعلامية الخاصة بالحملة.
وتواجه حملة المرشح الوحيد في وجه المشير عبد الفتاح السيسي صعوبات عديدة، لعلّ أبرزها تخلي عدد من الشخصيات المعروفة عن دعم ترشح صباحي، مثل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والمخرج خالد يوسف وعبد الحكيم جمال عبد الناصر. هذه الاسماء أيّدت في انتخابات 2012 وصول صباحي إلى سدة الرئاسة، غير أنها تحوّلت هذه المرة إلى دعم السيسي.

وعلى الرغم من ذلك، يؤكد المتحدث الإعلامي باسم الحملة عمرو بدر لـ«الأخبار» أنّ «الحملة ستعمل بجهد كي تجعل كل القوى المنتمية لثورة «25 يناير» في صف صباحي». تعوّل الحملة على حصد المزيد من القوى الثورية والسياسيين الشباب، وخصوصاً بعد إعلان حزب الدستور دعمه لصباحي، وتحرير شباب الحزب توكيلات ترشحه، الأمر الذي كان فاصلاً في نجاح الحملة في الوصول إلى عدد التوكيلات المطلوبة قبل ثلاثة أيام فقط من غلق باب اللجنة العليا للانتخابات باب استقبال طلبات الترشح.
أما بالنسبة إلى الأسماء المعروفة التي لم تعد في صف صباحي، فيرى بدر أن الأمر «شخصي جداً»، مؤكداً أن الحملة تحترم قرارهم بتأييد مرشح آخر. ويضيف إن «أهم شخصية تسعى حملتنا للحصول على دعمها هو المواطن المصري البسيط»، مشيراً إلى أن «هناك أسماء مهمة لا تزال مستمرة في تأييدها لصباحي، مثل رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد الذي تولى إعداد البرنامج الرئاسي لصباحي، والإعلامي حسين عبد الغني، والنائبين السابقين فى برلمان 2011 زياد العليمي وباسم كامل».
وفي موضوع التوكيلات، يقول بدر إنها لا تُعتبر مؤشراً على شعبية أحد المرشحين، و«الأمر قد يختلف في الصناديق».
تتشابه حملة صباحي الحالية مع حملة ترشحه في انتخابات 2012. الحملتان اعتمدتا على التمويل الذاتي من المرشح، إلى جانب إطلاق دعوات للتبرع لتمويلها. ويقول بدر «في 2012 أطلقنا حملة اسمها «جنيه من كل مواطن» لأن المواطن من مصلحته أن يفوز صباحي بالرئاسة»، حينها حصدت الحملة 5 ملايين جنيه، ونال صباحي حوالى 5 ملايين صوت، أما هذا العام «فنحتاج إلى 15 مليون جنيه، لتمويل الحملة والفوز بالرئاسة»، يتابع بدر.
التشابه بين الحملتين لا يقتصر على طريقة التمويل، فالحملة استخدمت في دعايتها على مواقع التواصل الاجتماعي الصفحات والحسابات نفسها التي تولّت الدعاية للحملة في المرة السابقة. كما التزمت الحملة بشعار صباحي «واحد مننا» الذي استخدمته عام 2012، إلا انها أضافت له عبارة «هنكمل حلمنا».
وبالنسبة إلى آلية العمل، تتولى داخل الحملة لجان يرأسها شباب من التيار الشعبي مهمات الاتصال السياسي والإعلام، وشؤون المصريين فى الخارج.
وعلى الرغم من الرهان الكبير للحملة على أصوات الشباب، ينفي بدر أن يكون خطابها متوقفاً على الشباب فقط، قائلاً «نحن نقدر جمهورنا بشكل جيد، ونخاطب كل فئات الشعب، كما نسعى إلى تقديم بديل ثوري للشباب الذين باتوا يلجأون إلى سلاح مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية، لأنهم لا يجدون من يمثلهم داخلها».
ويلفت بدر إلى أن الحملة ستعمل على الدعاية لمرشحها من خلال الطرق التقليدية في الدعاية، عبر ندوات ومناظرات وسلاسل بشرية، إضافة إلى مجموعة من الأفكار الجديدة والمؤثرة التي سيعلن عنها فور تنفيذها»، بالإضافة إلى البرنامج الانتخابي الذي يقترح حلولاً مختلفة لمشاكل الطاقة والغذاء والإسكان.
وفي ما يتعلق باحتمالات فوز المرشح الناصري على منافسه القوي، يقول بدر «واثق بأن صباحي سيفوز بالانتخابات بنسبة 51%، حينها سنعمل للحصول على رضا الـ 49% الذين لم ينتخبونا لأن هذا هو مؤشر نجاح مرشحنا».